المشاركات الشائعة

الأحد، 14 نوفمبر 2010

الفتح الإسلامي لمصر

الفتح الإسلامي لمصر
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قام القائد العربي المسلم عمرو بن العاص بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية فيما عرف بالفتح الإسلامي لمصر[1][2] بعد أن أتم ضم فلسطين من يد الرومان وكان يهدف لتأمين الفتوحات وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنها مفرقة أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام وبعد أن حقق انتصارا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر الذي أبدى الرفض في البداية وما لبث أن وافق عمرو بن العاص وأرسل له الإمدادات وتوجه عمرو بن العاص بجيشه صوب مصر عبر الطريق الحربي البري مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما ثم حاصر حصن بابليون واستولى عليه وكان يحكم مصر ذالك الوقت الرومان متخذين من الإسكندرية عاصمة للبلاد مقيمين حصون عسكرية بطول البلاد وعرضها بها حاميات رومانية وكان أقوى هذه الحصون حصن بابليون الذي ما أن سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيوش الإسلامية وقد تم لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندرية في يده عام 21 هـ وعقد مع الروم معاهدة انسحبوا على أثرها من البلاد وأنتهي الحكم الروماني لمصر وبدأ الحكم الإسلامي بعصر الولاة وكان عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين. وتختلف الرويات الإسلامية والقبطية في سرد حوادث الفتح وتجتمع على أن الرومان عذبوا المصريين أثناء حكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور الروماني وعرفت بمخزن غلال روما وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل الرومان مرتين مرة لاختلاف الدين فالدولة الرومانية كانت وثنية والمصريين مسيحيين ولما أعترفت الدولة الرومانية بالمسيحية أعتنقوا مذهبا مغايرا للمذهب الذي عليه المصريين.
أحوال مصر قبل الفتح الإسلامي
كانت مصر أثناء الحكم البيزنطي خاضعة مباشرةً للامبراطور البيزنطي في القسطنطينية، وذلك لأهميتها الاقتصادية للدولة الرومانية في الشرق والغرب، حيث كانت مصر تعتبر مخزن غلال الامبراطورية وذلك خلافاً لبقية مقاطعات الدولة الرومانية والتي كانت خاضعة لحكم مجلس الشيوخ.[3] وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل البيزنطيين وذلك لإختلاف عقيدة المصريين الذين رفضوا قرارات مجمع خلقيدونية (451) عن عقيدة البيزنطيين الذين قبلوا بقرارات هذا المجمع.
دوافع فتح مصر
هناك عدة دوافع دفعت المسلمين إلي الإتجاه إلي فتح مصر ومنها
• الدافع الديني: وهو ضرورة نشر الإسلام في مصر وأفريقيا، وقد سبق للمسلمين في عهد النبي محمد دعوة المقوقس إلى الإسلام سلميا، فقد أرسل له النبي الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، وكذلك أبو بكر الصديق أرسل إليه حاطبًا مرة أخرى، وفي عهد عمر بن الخطاب أرسل إليه كعب بن عدي بن حنظلة التنوخي، فما كان من المقوقس إلا أن اكتفي بالرد الحسن. وكانت مصر خاضعة للإمبراطورية البيزنطية المسيحية فلا يمكن للمسلمين الدعوة إلي الإسلام فيها دون المواجهة مع البيزنطيين، وتمثل مصر مكانة كبيرة لدي المسلمين بسبب ذكرها العديد من المرات في القرأن الكريم وتبشير النبي محمد للمسلمين بفتحها وتوصيته بأهلها خيرا كل ذلك جعل المسلمين حرصين علي ضم مصر إلي الدولة الإسلامية [4].
• الدافع العسكري: لأن مصر هي الإمتداد الطبيعي الجنوبي لفلسطين التي سيطر عليها المسلمون وقد إنسحب إليها أرطبون قائد بيت المقدس لإعادة المقاومة، واسترجاع الشام مرة أخرى، هذا ما جعل المسلمون يسارعون في دخول مصر، وأيضا الاستيلاء علي ما في مصر من ثغور وسفن سوف يمكِّن المسلمين من إخضاع مدن الشام الشمالية الواقعة على البحر المتوسط، ففتح مصر ضرورة حربية ملحة تكميلا لفتح بلاد الشام؛ هذا لأن الإمبراطورية الرومانية كانت تسيطر علي مصر والشام وبلاد المغرب والتي تعتبر منطقة عسكرية واحدة، وأيضا خوفا من أن يهاجم البيزنطيون دار الخلافة في الحجاز عن طريق البحر الأحمر، وأيضا حاول البيزنطيون استرداد الشام من المسلمين مرة أخرى وعرقلة توجههم جنوبا فهاجموهم من شمال الشام فشعر المسلمون أنهم محاصرون بين قوات بيزنطة في آسيا الصغرى وقواتهم في مصر. وأيضا قلة التحصينات بمصر جعل مهمة الفتح سهلة وكان أغلب المشاركين في الفتح من من قبيلتي غافق وعك اليمنيتين وكان لديهم مهارة في قتال الحصون الساحلية، واشتركوا مع عمرو في فتح الحصون ببلاد الشام، كما كانوا على دراية ببناء المدن واختطاطها، والإلمام بالزراعة[4].
• الدافع السياسي الاقتصادي: فقد تَجَمَّع لدى المسلمين من معلومات أن الأوضاع الاقتصادية في مصر كانت متردية وكانت ثروات البلاد تذهب إلي روما، وأيضا أوضاع المصريين الأقباط الذين كانوا يعانوا من الأضطهاد الديني المذهبي من قبل البيزنطيين، وأدركوا أن ضم مصر إلي دولة الإسلام سينعش اقتصاد المسلمين ويضعف البيزنطييين حيث أن مصر كانت مصدرا رئيسيا لتمويل بيزنطة بالقمح[4].
دخول المسلمين مصر


إتساع الدولة الإسلامية منذ نشأتها حتى نهاية العصر الأموي. ██ تحت حكم محمد، 622-632 ██ تحت حكم الخلفاء الراشدين، 632-661 ██ تحت حكم الدولة الأموية، 661-750
] اجتياز الحدود
ذكر خليفة بن خياط وابن خلدون وكذلك الطبري عن ابن اسحاق وذكر ابن الأثير في الكامل أن عمر بن الخطاب قد أمر عمرو بن العاص بعد فروغه من الشام أن يسير إلى مصر سنة 20 هـ ديسمبر 639 م، وقيل إحدى أو اثنين أو خمس وعشرين كما ذكر ابن خلدون في تاريخه، وهناك رواية تقول ستة عشرة أوردها ابن الأثير.[5][6][7][8]
وكان عمر بن الخطاب متوجساً من دخول جيوش العرب إلى إفريقيا عن طريق مصر حيث كان يظن ان خطر مثل هذه الخطوة ليس صغيرا وفشلها سيؤثر بالسلب على الدولة الإسلامية التي ما زالت في طور النمو، كما تناقش مع عثمان بن عفان وحذره عثمان من طبيعة عمرو بن العاص الجانحة للمخاطرة. ولكنه وافق على مضض بعد إلحاح عمرو بن العاص عليه فسار عمرو في جيش صغير من 4000 جندي أكثرهم من قبيلة عك وإن كان الكندي يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق، ويروي ابن دقماق أنه كان مع جيش العرب جماعة ممن أسلم من الروم وممن أسلم من الفرس، وقد سماهم في كتابه، سار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهي على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر، فأتت عند ذلك رسل تحمل رسالة من الخليفة، ففطن عمرو إلى ما فيها، وظن أن الخليفة لابد قد عاد إلى شكه في أمر دخول مصر. فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذي ربما كان الحد الفاصل بين أرض مصر وفلسطين، وبلغ بسيره الوادي الصغير الذي عند العريش، وهناك أتى له بالكتاب فقرأه ثم سأل من حوله أنحن في مصر أم في الشام ؟ فقيل له نحن في مصر. فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين، وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد في فلسطين، فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله ووعده أن يدعوا الله له بالنصر وان يرسل له الإمداد.[9]
الاستيلاء على بلوز وسقوط حصن بلبيس
في يناير 640م وصل العرب إلى مدينة بلوز، واسمها بالمصرية "برمون" ويسميها العرب "الفرما" في نهاية سنة 639م. وكانت مدينة بلوز مدينة قوية بها حصون وبها كثير من الآثار المصرية والكنائس والأديرة. وكانت تعتبر مفتاح مصر الشرقي. فبرز له راهبان، احدهم هو الجاثليق أبو مريم، ومعهم المقوقس والأرطبون القائد الروماني الشهير الذي هرب من الشام، ودار بين عمرو بن العاص وبين الراهبين حوار عرض فيه عمرو عليهم الإسلام أو الجزية وأخبرهم بوصية محمد في أقباط مصر، فطلبوا منه مهلة فأمهلهم ثلاثة أيام يقول الطبري قالوا زدنا فزادهم يومين، ولما تشاوروا فيما بينهم خمسة أيام اتفقوا على القتال ورفض الجزية أو الإسلام، وخالفوا قائدهم العام المقوقس الذي أراد الاستسلام ودفع الجزية. فغادرهم المقوقس وتوجه إلى حصن بابليون، وخرج الأرطبون والراهبان ومن معهما لقتال المسلمين عند حصن بلبيس، وذلك بعد شهر من الحصار، فانتصر المسلمون وقُتل الأرطبون.[6][7][8][10][11][12][13]
وقد ساهمت أرمانوسة ابنة المقوقس في مقاومة العرب في بلوز، فلما سقطت أسيرة في أيدي العرب، أمر عمرو بن العاص بارسالها إلى أبيها في حصن بابيلون مكرمة مع جميع ما معها وذلك مكافأة للمقوقس الذي كان أرسل هدية للنبي محمد عندما راسله وطالب منه أن يسلم هو وقومه.[14][15]
بعد ذلك انقسم جيش المسلمين إلى ثلاثة أقسام توجه القسم الأول إلى عين شمس بقيادة عمرو بن العاص والزبير بن العوام وظل أبرهة بن الصباح لحصار بلوز وأرسل عوف بن مالك إلى الأسكندرية. يقول بعض المؤرخين أن الحرب استمرت متقطعة بين العرب بقيادة أبرهة بن الصباح وبين حامية مدينة بلوز مدة تترواح بين شهر و3 أشهر. واستولى العرب بعدها على بلوز بعد قتال عنيف، وهدموا الحصن، وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها[13][16]. وعلى النقيض من ذلك هناك روايات مثل رواية الطبري تقول أن أبرهة بن صباح وعوف بن مالك كليهما عرضا الأمان على أهل المدينتين فقبلوا بذلك ودخلوهما بدون مقاومة[6].
أما في عين شمس فقد قرر المقوقس مقاومة المسلمين فقاتلوهم حتى هُزموا وارتقى الزبير سورها فشعر المصريون أنهم على وشك الهزيمة فقبلوا بالجزية حسب ابن الأثير والطبري، ويقول ابن خلدون أن حاصرهم المسلمون مدة ثم اتفقوا على الجزية. عقد الصلح بين المسلمين والمصريين اتفقوا فيه على رد ما أُخِذَ منهم عنوة والإبقاء على السبايا وأجروا من دخل في صلحهم من الروم والنوبة مجرى أهل مصر، ويقول ابن الأثير أن عمر رد سبايا من لم يقاتلهم.[6][7][8]
ونص الصلح كما أورده الطبري في تاريخه ونقله عنه ابن خلدون:
«بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الامان على أنفسهم ودمهم وأموالهم وكافتهم وصاعهم ومدهم وعددهم لا يزيد شيء في ذلك ولا ينقص ولا يساكنهم النوب وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليه ممن جنى نصرتهم فان أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزى بقدرهم وذمتنا ممن أبى برية وان نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رفع عنهم بقدر ذلك ومن دخل في صلحهم من الروم والنوب فله ما لهم وعليه ما عليهم ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه ويخرج من سلطاننا وعليهم ما عليهم اثلاثا في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسا وكذا وكذا فرسا على ان لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة»
ويقول ابن خلدون أمضاه لهم عمر بن الخطاب وأشهد عليه الزبير وعبد الله ومحمد ابناه.
سار عمرو بجيشه حتى وصل إلى بلهيب، فعرض حاكم الإسكندرية الجزية على المسلمين مقابل الأمان ورد السبايا، فأرسل عمرو بن العاص أو الزبير بن العوام إلى عمر بن الخطاب بالعرض فأرسل إليهم أن يقبلوا بالجزية وأن يخيروا السبايا بين الإسلام وبين الجزية فمن قبل بالجزية ردوه ومن بقي بالإسلام بقي، واستثنى من ذلك من كان قد وصل من السبايا إلى المدينة واليمن. ثم تحرك عمرو بالجيش إلى أن وصل مشارف الإسكندرية فتحصن الروم في حصن بابليون، فحاصرهم عمرو بن العاص حتى استطاعوا اقتحامه، بعد أن ارتقى الزبير بن العوام أسوار الحصن كما قال بن الخياط.[5][6][7][8]
بعض الروايات تشير إلى أن مصر فتحت عنوة بلا عهد ولا عقد وقد أورد بعضها ابن خياط في تاريخه نذكر منها ما رواه عن عمرو بن العاص أنه قال: « لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست، إلا أهل طرابلس فإن لهم عهدا يوفى به»، وتقول روايات أخرى أن الإسكندرية فقط فتحت عنوة وردت في المصدر السابق (1/99):(1/100)، أما السيوطي فقد قال في حصن المحاضرة (1/43):«فتح الله أرض مصر كلها بصلح غير الإسكندرية وثلاث قريات ظاهروا الروم على المسلمين: سليطس، ومصيل، وبلهيب». وقد اعترض بعض المؤرخين على هذة الروايات مثل الطبري الذي اعتبرها كاذبة.
ويصف المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي الذي عاصر دخول العرب مصر أحداث هذه الحقبة قائلاً:
• "إن العرب استولوا على إقليم الفيوم وبويط، وأحدثوا فيهما مذبحة هائلة، مات فيها خلق كثيرون من الأطفال والنساء والشيب".[17]
• "في زمن الصيف سار عمرو إلى سخا وطوخ دمسيس أملا في إخضاع المصريين قبل الفيضان ولكنه فشل، وكذا صدته دمياط حيث أراد أن يحرق ثمار المزارع وأخيرا عاد إلى جيوشه المقيمة في بابيلون مصر، وأعطاهم الغنيمة التي أخذها من الأهالي الذين هاجروا إلى الإسكندرية، بعد أن هدم منازلهم وبنى من الحديد والأخشاب التي جمعها من الهدم قنطرة توصل بين قلعة بابيلون ومدينة البحرين ثم أمر بحرق المدينة كلها، وقد تنبه السكان إلى هذا الخطر فخلصوا أموالهم وتركوا مدينتهم، وقام العرب بحرقها، ولكن السكان عادوا إلى المدينة وأطفؤوا الحريق، ووجه العرب حملتهم على مدن أخرى ونهبوا أموال سكانها وارتكبوا ضدهم أعمالا عنيفة.".[18]
• "أتى المسلمون بعد ذلك إلى نقيوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا فيها جنديا واحدا يقاومهم، فقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجدوه فيها، وتقابلوا في مدينة صا باسكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيودور داخل سياج كرم فقتلوهم، وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نقيوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642 في السنة الخامسة من الدورة".[19]
أحوال مصر بعد الفتح
• لم يقسم المسلمون أرض مصر بين الفاتحين ولكن إكتفوا بفرض الضرائب علي المصريين، وتركوها في أيدي الشعب يتعهدها فتثمر. وفي زمن الخلفاء الراشدين مسحت الأراضي، واحتفظت الحكومة بسجلاتها، وأنشأت عدداً كبيراً من الطرق وعنيت بصيانتها، وأقيمت الجسور حول الأنهار لمنع فيضانها [20].
• كما أعاد عمرو بن العاص البطريرك بنيامين والذي كان فارا من اضطهاد الرومان لكرسي بابويته [2]. كما أعاد عمرو بن العاص حفر قناة سيزوستريس وعرفت بخليج أمير المؤمنين [21].
• كما أبطل المسلمون إحدي العادات السيئة التي كانت موجودة قبل الفتح وهي عادة ما تسمي بعروس النيل وهي إلقاء فتاة بكر في النيل في شهر بؤونة حتي يجري ويفيض:
«لما فتحت مصر أتى أهلُها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سُنَّةُ لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك ؟ قالوا: إذا دخلت ثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أباها، وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل، قال لهم: إن هذا لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا بؤونة، وأبيب، ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى همَّوا بالجلاء عنها فلما رأى ذلك عمرو بن العاص كتب إلى عمر رضي الله عنه بذلك، فكتب إليه عمر: "إنك قد أصبت لأن الإسلام يهدم ما كان قبله، وكتب بطاقة داخل كتابه وكتب إلى عمرو: "إني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة فإذا فيها: «'من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد: فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك.'»[22] فألقى البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج، لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة، فقطع الله تلك السُّنَّةَ السُّوء عن أهل مصر إلى اليوم [23].»
الجدل حول الفتح الإسلامي لمصر
المنتقدون
• ما ذكره الطبري والبلاذرى في تاريخهما أنه عندما حان عام الرمادة بالمدينة المنورة طلب عمر بن الخطاب مضاعفة كميات القمح المرسلة للمدينة من خراج مصر أضعافا وقال: "أخرب الله مصر في عمار المدينة وصلاحها، فعالجه عمرو وهو بالقلزم، فكان سعر المدينة كسعر مصر، ولم يزد ذلك مصر إلا رخاء." [24][25].
• عندما تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، أراد عثمان أن يكون عمرو بن العاص على الحرب وأن يكون عبد الله بن سعد على الخراج (أي الضرائب والجزية)، فرفض عمرو قائلاً "أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها" مشبهاً بذلك مصر بالبقرة الحلوب التي تدر الخيرات على العرب.[26].
• يذكر حنا أسقف نقيوس -يوحنا النقيوسي- الذي عاصر دخول العرب إلى مصر في الفصل (113) احتلال العرب لأتريب ومنوف:
«أن عمرو بن العاص قبض على القضاة الرومانيين وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية، ونهب أموالا كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول، وقام بأعمال فظيعة عديدة. وحدث الرعب في كل المدن المصرية وأخذ الأهالي في الهرب إلى مدينة الإسكندرية تاركين أملاكهم وأموالهم وحيواناتهم. وانضم إلى الغزاة الكثيرون من سكان مصر الأجانب الذين أتوا من الأقطار المجاورة واعتنقوا دينهم، ودخل الغزاة المدن واستولوا على أموال كل المصريين الذين هربوا". وفي الفصل (121) يقول يوحنا النقيوسي: "ويستحيل على الإنسان أن يصف حزن وأوجاع المدينة بأكملها فكان الأهالي يقدمون أولادهم بدلا من المبالغ الضخمة المطلوبة.»
• أما المؤرخ المصري المسلم ابن عبد الحكم فيقول في كتابه فتوح مصر (ص ٨٧):
«إن عمرو قال للقبط: إن من كتمني كنزا عنده (ثروته) فقدرت عليه قتلته. وسمع عمرو أن أحد أهالي الصعيد اسمه بطرس كان عنده كنز، فلما سأله أنكر ولما تبين لعمرو صحة ما سمع أمر بقتله. فبدأ القبط بإخراج (إظهار) ثرواتهم خوفا من القتل.»
• وفي نفس الكتاب (ص ١٥٣) يقول ابن عبد الحكم:
«أن بعض الأقباط ذهبوا لعمرو بن العاص طالبين أن يخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصير لها"، فأجاب عمرو: "لو أعطيتني من الأرض إلي السقف ما أخبرتك ما عليك. إنما أنتم خزانة لنا إن كُثّر علينا كثّرنا عليكم وإن خُفف علينا خففنا عليكم".»
المؤيدون
في حين يرى البعض الآخر أن دخول المسلمين مصر كان له إيجابيات عديدة منها:
• يذكر الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني في كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها [1]
«أيضا وإن كنا نذكر مظالم العرب الفاتحين فلابد -إنصافا للحقيقة- أن نقول أن هذه المظالم لم تكن عامة أو شاملة خاصة في الفترة الأولي للفتح العربي فقد اكتشف البروفسير جروهمان وثيقتين برديتين يرجع تاريخهما إلى سنة 22 هـ - 642 م، مكتوبتين باليونانية، وملحق بهما نص آخر بالعربية :
• الوثيقة الأولى: إيصال حرره على نفسه أحد أمراء الجند يدعى الأمير عبد الله بأنه استلم خمساً وستين نعجة لإطعام الجند الذين معه، وقد حررها الشماس يوحنا مسجل العقود، في اليوم الثلاثين من شهر برمودة من السنة المذكورة أولاً، وقد جاء بظهر الورقة ما يلي : "شهادة بتسليم النعاج للمحاربين ولغيرهم ممن قدموا البلاد وهذا خصماً عن جزية التوقيت الأول".
• أما الوثيقة الثانية: فنصها "باسم الله، أنا الأمير عبد الله أكتب إليكم يا أمناء تجار مدينة بسوفتس، وأرجو أن تبيعوا إلى عمر بن أصلع، لفرقة القوطة، علفاً بثلاث دراهم كل واحد منها (بعرورتين) وإلى كل جندي غذاء من ثلاثة أصناف" ويعلق الأستاذ جروهمان على الوثيقتين بقوله : (إن هذه المعاملة إزاء شعب مغلوب، قلما نراها من شعب منتصر))[1].»
• ويذكر يوحنا النقيوسي في نفس الكتاب (ص 64) :
«كان البابا بنيامين (البطريرك الـ 38) هارباً من قيرس (المقوقس) البطريرك الملكاني، وبعد الهزيمة التي مني بها الروم ورحيل جيشهم عن مصر، غدا القبط في مأمن من الخوف، وبدأوا يشعرون بالحرية الدينية، ولما علم عمرو باختفاء البابا القبطي بنيامين نتيجة الظروف التي كان يمر بها الأقباط، كتب كتاب أمان للبابا بنيامين يقول فيه: "الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلامة من الله، فليحضر آمناً مطمئناً ويدبر حال بيعته وسياسة طائفته"..، كما يقال: (أن عمرو وهو في طريق عودته بعد فتح الإسكندرية، خرج للقائه رهبان وادي النطرون، فلما رأى طاعتهم سلمهم كتاب الأمان للبابا، فلم يلبث عهد الأمان أن بلغ بنيامين، إلا وخرج من مخبئه وعاد إلى الإسكندرية ودخلها دخول الناصرين وفرح الناس برجوعه فرحا عظيما بعد أن ظل غائباً ثلاثة عشر عاماً....، -ثم يستطرد الراهب أنطونيوس الأنطوني- كل ذلك حدا بالمؤرخ بتلر أن يقول عن البطريرك بنيامين "ولقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة قبل الضياع والهلاك"[1]»
• ومن فضائل الفتح الإسلامي لمصر على المصريين آنذاك إعادة عمرو بن العاص للبطريرك بنيامين والذي كان فارا من اضطهاد الرومان لكرسي بابويته [2]. كما أعاد عمرو حفر قناة سيزوستريس وعرفت بخليج أمير المؤمنين.
• ويقول القس منسي يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية [27] (ص 306):
«"وكان جيش العرب في فاتحة هذا القرن، حاملاً لواء الظفر في كل مكان، وظل يخترق الهضاب والبطاح، ويجوب الفيافي والبلاد، حتى وصل إلى حدود مصر تحت قيادة عمرو بن العاص، فدخل مدينة العريش وذلك سنة 639، ومنها وصل إلى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر، ولما استولى عليها وجد بها (أرمانوسة) بنت المقوقس فلم يمسها بأذى، ولم يتعرض لها بشرِّ، بل أرسلها إلى أبيها في مدينة منف، مكرمة الجانب، معززة الخاطر، فَعَدَّ المقوقس هذه الفعلة جميلاً ومكرمة من عمرو وحسبها حسنة له." - ثم يستطرد منسي قائلاً في (ص 307)- "فجمع المقوقس رجال حكومته، وذهب للتفاوض مع رسل من قِبَل عمرو، فبدأ وفد الروم بالتهديد والوعيد للمسلمين، بقتلهم وإفنائهم وأنه لا بديل أمام المسلمين غير الموت أو الرحيل، فلما بدأ وفد المسلمين، فلم يفعل كوفد أهل الصليب إنما طرح أمامهم ثلاثة بدائل: أولها الإسلام وثانيها الاستسلام مع دفع الجزية لقاء قيام المسلمين بتسيير أمور البلاد، ثم كان الخيار الثالث والأخير وهو الحرب والقتال الذي طرحة جيش الصليبيين الروم المحتلين لمصر كاختيار لا بديل. فاتفق رأيهم على إيثار الاستسلام والجزية، واجتمع عمرو والمقوقس وتقرر الصلح بينهما بوثيقة مفادها: أن يُعطَي الأمان للأقباط، ولمن أراد البقاء بمصر من الروم، على أنفسهم، وأموالهم، وكنائسهم، وفي نظير ذلك يدفع كل قبطي "دينارين" ماعدا: الشيخ، والولد البالغ 13 سنة، والمرأة". - ثم يستطرد منسي قائلاً - "وذكر المؤرخون أنه بعد استتباب السلطان للعرب في مصر، وبينما كان الفاتح العربي يشتغل في تدبير مصالحه بالإسكندرية، سمع رهبان وادي النطرون وبرية شيهات، أن أمة جديدة ملكت البلاد، فسار منهم إلى عمرو سبعون آلفاً حفاة الأقدام، بثياب ممزقة، يحمل كل واحد منهم عكاز... تقدموا إليه، وطلبوا منه أن يمنحهم حريتهم الدينية، ويأمر برجوع بطريركهم من منفاه، أجاب عمرو طلبهم، وأظهر ميله نحوهم فازداد هؤلاء ثقة به ومالوا إليه". - ويقول القس منسي - (خصوصاً لما رأوه يفتح لهم الصدور، ويبيح لهم إقامة الكنائس والمعابد، في وسط (منطقة) الفسطاط التي جعلها عاصمة الديار المصرية ومركز الإمارة، على حين أنه لم يكن للمسلمين معبد، فكانوا يصلون ويخطبون في الخلاء). - ويستطرد منسي قائلاً في(ص209)- "أنه قَرَّب إليه الأقباط، وردّ إليهم جميع كنائسهم التي اغتصبها الرومان".[27]»
• ويذكر ابن عبد الحكم عما وصلت إليه العدل في الدولة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقتص لأحد المصريين من ابن أمير مصر عمرو بن العاص:
«فأتى رجل من أهل مصر كما حدثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال عذت معاذا قال سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول أنا ابن الأكرمين فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ويقدم بابنه معه فقدم فقال عمر أين المصري خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر اضرب ابن الأليمين قال أنس فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ثم قال عمر للمصري ضع على صلعة عمرو فقال يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو مذكم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا قال يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني [28]»
• كما يعترض الكاتب جمال بدوي [29] على بعض مكتبه المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي قائلاً انه برغم أهمية يوحنا النقيوسي حيث انه أحد الشهادات القليلة القبطية المعاصرة لهذا الزمن إلا أن كتابته ليست دقيقة حيث:
o يظهر اعتماده على الغيبيات أكثر من الحقائق التاريخية. مثل تأثير الشيطان في تصرفات الناس وتأثره بالكتابات التاريخية التي شاعت في العصور الوسطي عن حياة القديسين.
o تحيزه الشديد لمذهبه واعتباره الديانة الصحيحة الوحيدة وان كان المترجم الدكتور عمر صابر عبد الجليل الذي اقتبس منه جمال بدوي يقول ان هذه كانت سمة مؤرخي هذا العصر ولكن أدى هذا في رأيه الي تناقض احكام النقيوسي من أحداث الفتح فهو يتحدث تارة عن قسوة المسلمين، ويتحدث عن رحمتهم تارة اخري، كما يكيل لهم الشتائم بدون مناسبة تارة ثالثة.
o لم تصلنا النسخة الاصلية لكتاب النقيوسي بل وصلتنا النسخة الوحيدة عن طريق مترجم أثيوبي يصفه الدكتور عمر صابر عبد الجليل بأنه قد عبث بالنص والحقائق التاريخية به بما يعكس تحيزه للمسيحية وهذا كان في ظل صراع في عصر المترجم بين اثيوبيا المسيحية وجيرانها المسلمين.
• كما ذكر المؤوخ ألفرد بتلر في كتابه فتح العرب لمصر أنه تم ترجمة نسخة أثيوبية من "ديوان أخبار حنا أسقف نقيوس" إلي لغة أوروبية - وحنا كان يعيش في النصف الثاني من القرن السابع - أن هناك مواضع منه شوهت فيها النسخة المخطوطة تشويها وأن فيه بغض أغلاط وفيه مواضع لا يتفق ما يذكره فيها ما سائر الحوادث [30].
حادثة سرقة رأس مارمرقس
• ويذكر المؤرخ المسيحي ساويرس بن المقفع في كتابه "سير الأباء البطاركة" أنه عنما احرق عمرو بن العاص بعض كنائس الإسكندرية أثناء دخوله المدينة ومنها كنيسة مارمرقس لم تمس النار رفات مارمرقس البشير - رسول المسيح حسب عقيدة المسيحيين - فدخلها بعض السارقين وسرقوا أغطية الجثة من التابوت الذي يحتوي على جسد مارمرقس حيث فتحوه ظانين أن فيه مالا. ثم اتى قائد سفينة شنودة وبحث بالتابوت فلم يجد غير الرأس فأخذها [31][32]. وجاء بعد ذلك شنوده (وكان أحد الأقباط وقد أستخدمه عمرو بن العاص لإدارة حملته البحرية ضد ليبيا والخمسة مدن الغربية) وأصدر أمره للسفن بالتحرك ولكن مركبا لم يتحرك فأوقف جميع المراكب بما فيها مركب شنودة وفتش المركب وحقق مع الجنود وعرف بأمر رأس القديس مارمرقس فمضى وأخبر كلا من عمرو والبابا بنيامين وكان البابا شاهد في رؤيا أن القديس مرقس يطلب منه أن يبنى كنيسه له وقيل أن عمرو بن العاص أمر أن تبنى الكنيسه على نفقته وأعطاه 10000 دينارا لكى يبنى كنيسه أحتراما للرأس وسميت هذه الكنيسه بالمعلقه وكان موقعها جنوب الإسكندريه بالقرب من المسله الأثريه.
«"خرج عمرو في حملته الثانيه 644م-645م متجها إلى بنتابوليس [الخمسة مدن الغربية] عن طريق البحر - عن طريق حمله بحريه قادها سانوتيوس [شنوده] المحب للمسيح. وعندما اوشكت السفن للاقلاع من الاسكندريه فإن السفينه التي عليها شنوده أبت ان تبحر أو تتحرك لان أحد بحارتها قد احضر معه خلسه رأس مرقس البشير (رسول المسيح إلى مصر - حسب عقيدة المسيحيين -) بعد أن حصل عليها من قبره. وكانت رفات مرقس رسول المسيح إلى مصر موضوعا في الشرق من الكنيسه المبنيه على البحر وهو الموضع الذي كان فيه. وبتفتيش السفينه عثر على الرأس وعاد البطريرك إلى الإسكندريه والرأس في حضنه وصنع لها تابوتا صغيرا من الأبنوس وكانت الكنيسه مبنيه على مكان مرتفع فوق أسوار الكنيسه. وصار كل البطاركه الذين يرسمون يضعون الرأس أمامهم أثناء تكريسهم ثم يقدمونها إلى الشعب للتبارك منها أو يقبلونها".[31][33]»
• ويذكر البطريرك شنودة الثالث في كتابه مرقس الرسول القديس والشهيد [34](إن أحد البحارة سرق رأس مار مرقس الرسول من كنيسة بوكاليا بالأسكندرية التي كان بها رأس وجسد مرقس الرسول الذي ادخل المسيحية إلي مصر وأبلغ الأنبا بنيامين البطريرك ‏38‏ للكرازة المرقسية عمرو بن العاص حاكم مصر في عام ‏644‏ م الذي فتش في كل السفن الموجودة بالإسكندرية حتي عثر عليها عمرو بن العاص في إحدي السفن‏،‏ وتم تسليم رأس مارمرقس الرسول إلي البطريرك ويسلمه كذلك عمرو بن العاص مبلغ عشرة آلاف دينار لعمل كنيسة لرأس مارمرقس الرسول وهذه الكنيسة موجودة حتي الآن باسم المعقلة بالإسكندرية الكائنة بشارع المسلمة واستقر رأس مرقس الرسول بها‏)
«"عندما عزم عمرو بن العاص على المسير، تقدمت المراكب كلها وخرجت من الميناء، ما عدا المركب التي كان يوجد بها الرأس المقدس مخبأ فيها. فإن هذه المركب لم تسطيع مغادرة الميناء إطلاقاً على الرغم من كل محاولات البحارين في بذل جهدهم لإخراجها! عند ذلك علموا أن في الأمر سراً. ويتابع ابن السباع روايته فيقول: فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها، فوجدوا الرأس في تلك المركب مخبأ. فأخرجوه، فخرجت المركب حالاً لوحدها. ففهم عمرو بن العاص وكل من معه. وللوقت استحضر من كان سبباً في تخبئة هذه الرأس. فاعترف بعد وقت بسرقته، فضربه وأهانه." [34][35].»
• هذا ويستشهد الباحث د‏.‏نبيل لوقا بباوي بهذا الكتاب للبابا شنودة في إحدى مقالاته بجريدة الأهرام[35] حيث يقول أن السارق كان مسيحي كاثوليكي بالرغم من عدم ذكر هذا الكتاب لكلمة "كاثوليكي".
موقف المصريين من الفتح الإسلامي
يذكر بعض المؤرخين أن من أبرز أسباب نجاح الجيوش الإسلامية في هزيمة البيزنطيين هو استقبال المصريين المسيحيين للعرب على انهم منقذين لهم من تعذيب الرومان. ومن مؤيدي هذا الرأي المؤرخ البريطاني إدوارد جيبون في كتابه "تاريخ سقوط الإمبراطورية الرومانية" سنة 1782.[36]
وينقل السيوطي عن ذكر الخلاف بين العلماء في مصر هل فتحت صلحا أو عنوة؟ "فتح الله أرض مصر كلها بصلح غير الإسكندرية وثلاث قريات ظاهروا الروم على المسلمين: سليطس، ومصيل، وبلهيب" [37].
أما الفرقة الأخرى من المؤرخين فترى أن المصريين قاوموا العرب وحاربوا إلى جانب البيزنطيين. ومن مؤيدي هذا الرأي المؤرخ المصري تقي الدين المقريزي والأستاذة سناء المصري والمؤرخ البريطاني الفريد بتلر والدكتورة سيدة إسماعيل كاشف والقس منسى يوحنا والأب بيجول باسيلي.
فيروي المقريزي عن قتال أهل بعض المدن المصرية إلى جانب البيزنطيين ضد العرب قائلاً: "أن أهل سلطيس وقرطيا وبلهيب ظاهروا الروم على المسلمين في جمع كان لهم فلما ظهر عليهم المسلمون، استحلوهم وقالوا : هؤلاء لنا فئ مع الإسكندرية، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر، أن تجعل الإسكندرية وهؤلاء الثلاث قريات ذمة للمسلمين، وتضرب عليهم الخراج، ويكون خراجهم وما صالح عليه القبط قوة للمسلمين على عدوهم، ولا يجعلون فيئا ولا عبيدا ففعل ذلك ويقال إنما ردهم عمر رضى الله عنه لعهد كان تقدم لهم."[38]
أما الاستاذة سناء المصري فتقول في كتابها "حكايات الدخول: هوامش الفتح العربى لمصر" ص ٦١: "في طريق الجيش العربى المنطلق من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى التي تليها كانت جموع الشعب المصري العُزًل من السلاح ترقب بحذر وهلع أخبار المعارك الدائرة بين العرب والروم، ويكاد الخوف من الجانبين يعتصرهم، وذكرى حروب الروم والفرس لم تجف دماؤها بعد، وقد فضلت بعض قرى أسافل مصر (الوجه البحرى) الإنضمام إلى جيش الروم، تقاتل معهم جيوش الغزو العربى".[39]
أما المؤرخ البريطاني الدكتور ألفريد بتلر فيتحدث عن المقاومة التي لاقاها العرب من قبل المصرين في مصر السفلى فيقول
«
"ويرد مع هذه الأخبار ذكر غزوة للقرى التي على فرع النيل الشرقي، قيل ان العرب قد بلغوا فيها مدينة دمياط، ولعل تلك الغزوة كانت على يدي سرية عمرو في هذا الوقت نفسه. ولم يكن من أمرها غير إحراق المزارع، وقد أوشكت أن ينضج ثمرها، فلم تفتح شيئا من المدائن في مصر السفلى. ولنذكر أن العرب قضوا في عملهم في هذا الإقليم اثني عشر شهرا إلى ذلك الوقت. وبعد تلك الغزوة التي أوقع فيها عمرو بالبلاد وغنم منها عاد إلى حصن بابليون ومن معه دون أن يجني كبير فائدة. وان لنا لدلالة في غزوته تلك في مصر السفلى، وما لاقاه فيها من القتال في مواضع كثيرة، وعجزه في جل ما حاوله من الفتح في بلاد الشمال القصوى. فان ذلك يزيدنا برهانا على ما تحت أيدينا من البراهين على فساد رأيين يذهب إليهما الناس: أولهما أن مصر أذعنت للعرب بغير أن تقاتل أو أن تدافع. وثانيهما أن المصريين رحبوا بالفاتحين ورأوا فيهم الخلاص والنجاة مما هم فيه".[40]»
كما تقول الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف أستاذة التاريخ الإسلامي بكلية البنات جامعة عين شمس:" على أننا لا نجد في المراجع القديمة ما يشير إليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم ".[41]
كما يرفض الكاتب والباحث القبطي الأب بيجول باسيلي ما يسوقه البعض من مزاعم ترحيب المصرين بالعرب فيقول
«
"كذلك فقد رفض الأقباط بشدة جميع أنواع وطرق فرض الحماية عليهم أو إنقاذهم من ناحية جميع المستعمرين والغزاه الذين جاؤا يتذرعون بمقولة حماية الأقباط، رغم ما كان يعانيه الأقباط من الظلم والاضطهاد والقسوة. والحقيقة أن أكذوبة الترحيب هذه، هي الأكذوبة الشهيرة التي يتذرع بها ويطلقها دائما كل مستعمر أو فاتح أو محتل، يكاد لا يشذ عنها أحدا منهم على مدى التاريخ وفي كل مكان، هي ستار شفاف يحاول الفاتح أو الغازي أو المحتل أن يغطي به دوافعه الحقيقية، متوهما أنه قد استطاع أن يخفي الحقيقة، وأن يضفي على وجوده صفة الشرعية بأن الأهالي هم الذين استنجدوا ورحبوا به، ولا مانع عنده من أن يلصق بالمواطنين تهمه الخيانة ليسقط عن نفسه جريمة الاغتصاب. حدث هذا ويحدث ليس فقط مع من فتحوا أو احتلوا أو استعمروا مصر، بل مع غالبية الشعوب التي نكبت بالفتح أو تعرضت للغزو أو الاستعمار، هي نفس الحجة والأكذوبة وهو هو نفس الأسلوب الملتوي والمخادع لتبرير الأحداث.[42]»
كذا يروي القس منسى يوحنا في كتابه "تاريخ الكنيسة" عن مقاومة المصريين في مصر السفلى لجيش عمرو بن العاص فيذكر:
«واحتلت جيوش العرب الوجه البحرى فصاروا يرتكبون فيه الفظائع فوقف في وجههم اثنان من الأقباط هما مينا وقزمان وترأسا جماعة مدربة فكانوا يدافعون عنهم غائلة الإعتداء الأجنبى عربيا كان أم رومانيا. وقيل أن عمرو عندما وصل إلى نقيوس فتك بأهلها فتكا ذريعا ولم يبق أحدا ممن كانوا في الشوارع أو الكنائس.[43

تاريخ مصر و الاقباط

تاريخ الاقباط

اسم القبط
كانت مصر تعرف قديما عند شعوب البلاد السامية المجاورة لها باسم مصر في الآشورية ومصرين في الآرامية ومصرايم في العبرية. كما عرفها العرب باسم مصر. وكلمة مصر في اللغات السامية كانت تأتي بمعني الحد أو الحدود. وقد أطلقت الشعوب السامية من آشوريين وآراميين وعبريين وفرس وروم وعرب علي البلاد المتاخمة لهم كلمة مصر. وسمي القبط مصر باسم كيُمي أي السواد بمعني الأرض السوداء. وقد عرفها الآشوريين أيضا باسم "هي كو بتاه" وهو الاسم الذي كان يطلقه المصريين علي عاصمة ملكهم منف ومعناها "بيت روح بتاح". وقد سمع اليونانيين عنهم هذا الاسم منذ عصور قديمة وأخذوه عنهم فأسموها ايجيبتوس وقد ورد هذا الاسم مرات عدة في شعر هومير وحذف العرب علامة الرفع في اليونانية "وس" ثم الحركة الأولي التي ظنها العرب حرف استهلال فخلص لنا اسم القبط.
الجنس
يكون القبط في العصر الحاضر أقلية عددية بالنسبة إلي سكان مصر. وليس القبط أقلية بالمعني المصطلح عليه فالأقلية جماعة من الناس لها عادات خاصة وملابس خاصة وشارات خاصة وأماكن للسكن خاصة بهم وحياة اجتماعية خاصة ونوع من الحرف خاصة بهم وهذا الوصف لا ينطبق علي الأقباط فليس القبط أقلية بالمعني المصطلح عليه بل هم أقلية عددية فقط. وقد بدأ العلماء منتصف القرن التاسع عشر بدراسة القبط ونشر مورتون في فيلادلفيا عام 1844 كتابه المسمي الجنس المصري الأصيل، وقال فيه إن القبط خليط من الجنس القوقازي وجنس زنجي وذلك بنسب مختلفة وهم سلالة مباشرة لقدماء المصريين. ثم أخد العلماء عنه هذا الراي حتي أظهرت البحوث الحديثة وأجمع العلماء وأهمهم اوتكينج علي أن الأقباط شعب أبيض من شعوب البحر المتوسط وهم لم يحافظوا علي بعض ميزات الجنس المصري الأصيل فحسب بل احتفظوا إلي الآن بالسحن المصرية القديمة. وكان اختلاطهم بالأجناس المختلفة قليلا لم يأثر فيهم. ومما أدهش علماء الأجناس الذين اثبتوا أن مقاييس الرأس والقامة تكاد تكون متماثلة تماما بين المومياء المصرية القديمة وهياكل العظام في العصور الأولي وبين أقباط اليوم، وبالتالي فإن القبط من ناحية الجنس سلالة مباشرة للقدماء المصريين [بحاجة لمصدر].
اللغة القبطية
هي الصورة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة. فقد ظلت اللغة المصرية القديمة لغة الكتابة والتخاطب في مصر إلي أن استولي الاسكندر الأكبر علي مصر وأخد المصريين علي اختلاف طبقاتهم يكتبون ويوثقون باللغة اليونانية. وكانت اللغة المصرية لا تزل تستخدم في الكتابات الدينية والشعبية، ومنذ عهد الاسكندر ازداد استعمال اللغة اليونانية وقل استعمالاللغة الديموطيقية في الكتابة. ولكن كان المصريين يفضلوا تعلم اللغة اليونانية علي اللغة الديموطيقية لما فيها من سهولة، فنبتت فيهم فكرة تدوين لغتهم المصرية بحروف يونانية، وبعد محاولات مختلفة وصلوا إلي كتابة اللغة المصرية الدارجة بحروف يونانية، واستعانوا ببعض حروف ديموطيقية لسد النقص الصوتي في الأبجدية اليونانية. وهكذا ظهرت اللغة المصرية القبطية وظهرت اللغة القبطية بآدابها في أواسط القرن الثالث الميلادي مدونة.
اللهجات القبطية
نعرف أنه وجدت اختلافات بين شتي لهجات اللغة المصرية القديمة وهذا ما نراه واضحا الآن بين سكان القطر المصري، ولاريب أن بعض هذه الاختلافات ترجع لما وجد في اختلاف اللهجات القبطية المتعددة بين شمال مصر وجنوبه. كان هناك أربعة لهجات أدبية أساسية في اللغة القبطية اشتقت كل منها من لغة التخاطب في منطقة ما وهي البحرية والصعيدية والفيومية والاخميمية. ولا زال لهذا الاختلاف في اللهجات المصرية القبطية أثرا كبيرا حتي يومنا هذا في اللغة العربية، فيختلف الصعيد في اللهجة عن اللهجة البحرية فلكل منطقة لكنة مختلفة كما في الاسكندرية وبعض مدن الشمال كبورسعيد ودمياط وذلك كله يرجع الي تعددية اللهجات في اللغة القبطية [بحاجة لمصدر]. ازدهرت اللغة القبطية ازدهارا واسعا في القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد، ثم ازدهرت في القرن الثامن وأخذت الكتابة القبطية منذ القرن الثاني عشر تظهر في نهرين بالقبطية والعربية حتي القرن الثالث عشر فمنع استخدام اللغة المصرية واستبدلت باللغة العربية.
من الكلمات القبطية التي نقلها العرب إلي العربية أسماء لمسميات مثل أردب، برسيم، نونو، أم قويق، كحة، لقمة، سمان، ماجور، تمساح، ننوس، بلح، بصارة، شوربة، رمان، سلة، شونه. ومن أسماء الأسماك السمك البوري، البني، اللبيس، الشال، الشلبة ومن الأفعال نجد كلمات مثل فتفت، لكلك، نكت، فط، دمس، فرفر، هلوس وكذلك التعبيرات مثل الورور للفجل الصغير، وجبه بمعني الساعة أو الوقت، المر بمعني الألم، ليلي بمعني افرح ومازلت تردد في الأفراح كلمة ليلي يا عيني، "بح" بمعني انتهي، "كاني ماني" وغيرها الكثير [بحاجة لمصدر]. ومن أهم مظاهر القومية المصرية القبطية يوجد في أسماء القري والمدن المصرية الحالية التي لم تمحيها العصور المختلفة.
وبرغم أن اللغة القبطية لغة قومية إلا أنها لها العديد من الآثارالعالمية حيث تأثرت بها اللغات الأوروبية ومنها كلمة وازيس بمعني الواحة أخدت بها اللغات المختلفة، كلمة "كوني" أي الصمغ وهي بالقبطية "كومي" التي أصبحت في الإيطالية "جوما" وفي الفرنسية "جوم" والإنجليزية "جم"، وكلمة الأبنوس وهو نوع من الخشب الذي اشتهر به الأقباط. ولعل كلمة طوبي مثل من الألفاظ التي يعرف تاريخ انتشارها في الخارج فقد أخذها العرب عند دخولهم لمصر من القبطية وحملوها معهم إلي الأندلس فدخلت الأسبانية ثم نقلوها معهم إلي أمريكا اللاتينية فانتشرت هناك كلمة أدوبي، ثم انتقلت إلي اللغة الإنجليزية بشكلها الأسباني. ومن أثر اللغة القبطية أيضا أن القديسين كيرلس المسمي بالفيلسوف وأخاه ميتودوس عندما وضعا الأبجدية الروسية في القرن التاسع الميلادي أدخلا بعض الحروف القبطية في الأبجدية القبطية التي لا زالت تستعمل حتي اليوم [بحاجة لمصدر].
الأدب القبطي
أخد العالم نواحي مختلفة من الأدب القبطي أهمها أقوال الآباء ثم خطب القديسين في كفاح الوثنية لتثبيت الميسحية، ثم السحر ثم الأدب الدنيوي أو الشعبي. فأما أقوال الآباء فهي الأقوال النسكية التي دعمت الرهبنة وبينت ناحيتيها النفسية والعملية. وقد وفد علي مصر من الشرق والغرب من دونوا هذه الأقوال وأثبتوها بلغاتهم اليونانية واللاتينية والسريانية وفتحت لهم هذه التعاليم المسيحية المحضة الطريق إلي الرهبنة فساروا علي هدايتها ونسجوا علي منوالها. فالرهبان القبط في عصورهم الأولي عرفوا بالتقوي والتواضع فكانوا يعملون ويعلمون وجاءت أقوالهم بلغات مختلفة في كتاب بستان الرهبان وكتب الآباء الحاذقون في العبادة وكذلك في سيرهم، وظهر في مصر من القديسين الاقباط من لم يعرف العالم أقوي منهم شكيمة في تثبيت المسيحية والكفاح ضد الوثنية [بحاجة لمصدر].
الأدب الديني
وأحد هؤلاء القديسين هو الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، تولي شنودة رياسة الدير الأبيض سنة 383م خلفا لخاله الأنبا بيجول رئيس الدير الأحمر شمال الدير الأبيض ودامت رياسة شنودة 66 عاما وتنيح سنة 451م. ويعد شنودة أعجب شخصية أنجبها القبط فهو في الواقع المؤسس الحقيقي للكنيسة القبطية، عاش في أحرج الأوقات وأعنفها ويعرف في تاريخ الأدب القبطي بأنه أعظم كتابه. وكان كل مجهوده ونشاطه الإداري منصبا علي محاربة الوثنية واقتلاع جذورها من الشعب مثل السحر والتعاويذ والدجل الطبي والبدع الاجتماعية المختلفة. وكانت كتابات شنودة كتابات عملية صالحة لاستخدامها مباشرة كالرسائل والمواعظ ولم يكن أسلوبه مصقولا ولكنه كان يصوغه في قالب خطابي بليغ. وهو بالرغم من معرفته باليونانية لم يأخذ عنها البيان أو البديع، ولكنه كان مالكا لناصية اللغة القبطية وغيورا عليها وكانت كل خطاباته بها [بحاجة لمصدر].
وهذه ترجمة نبذة من خطابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عن موالد الشهداء فيقول (جميلا جدا أن يذهب الإنسان إلى مقر الشهيد ليصلي ويقرأ وينشد المزامير ويطهر نفسه ويتناول من الأسرار المقدسة في مخافهالمسيح أما من يذهب ليتكلم ويأكل ويشرب ويلهو أوبالحري يرتكب الجرائم فهذا هو الشرير بعينه، فبينما البعض يرتلون في الداخل المزامير ويقرأون الكتاب المقدس ويتناولون الأسرار المقدسة إذ بأخرون في الخارج يملاؤن المكان بآلات الطبل والزمر مخالفين الآية "بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"، لقد جعلتموه سوقا لبيع العسل والحلي وما اشبهه، لقد جعلتم الموالد الروحية فرصة لتدريب بهائمكم ولسباق خيولكم، جعلتموها أماكن للسرقة فبائع العسل بالكاد يحصل علي قليل من الزبائن المشاحنين أو يستخلص لنفسه شيئا من الفائدة نظير اتعابه، حتي الاشياء التي لايمكن أن تحدث للباعة في الاسواق العامة تحدث لهم في موالد الشهداء).
الأدب الشعبي
ليس الأدب القبطي أدب ديني فحسب، بل إن الآثار الدينية الدنيوية في الأدب القبطي لاتقل روعة عن الآثار الدينية، فبالرغم من انصراف الأقباط عن تدوين الآداب القبطية في العصور الأولى لغلاءورق البردي إلا أنه تم العثور علي الكثير من الرسائل والوثائق القبطية عن الأدب القبطي الديني والشعبي. وازدهر الأدب القبطي في القرنين الرابع والخامس الميلادي، ولكن كان دخول العرب لمصر صدمة عنيفة للأدب القبطي إلا أنه صحا مرة أخرى في النصف الأخير من القرت السابع وفي القرن الثامن فقامت بين القبط نهضة أدبية كان لها الطابع الشعبي أكثر من الطابع الديني، وكان وقتئذ نظام الأديرة أقل صرامة بحيث اتيح للرهبان الاشتغال بشتي الحرف، فقد أصبحوا يقرأون الكتب الدنيوية في الأديرة وبخاصة أن الورق قد حل محل البردي وأصبح في متناول الجميع[بحاجة لمصدر].
ومن أهم الأعمال الأدبية الشعبية القبطية قصة تيودوسيوس وديونسيوس التي ترجع إلى أوائل القرن الثامن، وكان بطلها صانع مصري بلغ منصب امبراطور اليونان. وقد نسي أخوه الذي كان صانع خشب مصري ثم يلقاه ثانية ويعينه رئيس لأساقفة العاصمة اليونانية. وأيضا من أشهر قصص الأدب القبطي رواية قمبيز وهي قصة أصلية باللغة القبطية تتضمن تاريخا خياليا لغزو مصر علي يد الملك قمبيز الذي كان ملك للفرس، وبالإضافة لهذه القصص تم العثور علي بعض الأجزاء من قصة الاسكندر الاكبر مترجمة إلى الصعيدية. وهناك آثار أدبية كثيرة منها أيضا القصيدة التي كتبت عن ارخليدس وأمه سنكليتكس. ويدل كل هذا علي ما للأقباط من أثر عميق في الأدب الشعبي [بحاجة لمصدر]..
العلوم القبطية
ورث الأقباط عن أجدادهم الفراعنة حضارة كما ورثوا عنهم المنهج العلمي والمثابرة علي الدرس والتعمق في البحث، فقد تركزت دراسة العلوم فيجامعة الاسكندرية وظهر فيها أساتذة من المصريين تخرج علي أيديهم كثير من العلماء الذين عرفهم العالم القديم. ووضع القبط في الإسكندرية أكثر المصطلحات العلمية التي كانت معروفة في ذلك الوقت. وعنهم أخذها العالم وظهر في ذلك الوقت من العلماء الأقباط العالم هيروفيلاس مؤسس علم التشريع، والعالم القبطي ايرستسراتوس مؤسس علم وظائف الاعضاء، وديموكريتوس صاحب نظرية الذرة، وكلسوس الذي وضع تذكرته المشهورة لمنع تلف الاسنان، وسيرابيون السكندري الذي اتجه إلى دراسة العقاقير المصرية القديمة. وممن تتلمذ في الإسكندرية جالينوس الذي ذاع صيته في العالم وغيرهم الكثير من العلماء الأقباط الذين كان لهم أكبر الدور في تقدم العلوم في العالم في ذلك الوقت [بحاجة لمصدر].
ومنذ القرن الخامس حمل الرهبان الأقباط لواء العلوم في أديرتهم وظلت هناك حتي ما بعددخول العرب لمصر، وظهر من هؤلاء الرهبان كيرلس وكولوتوس ويؤانس، واشتهر منهم في القرن السادس يوحنا فيليبونوس النحوي الذي ألف في الأدب والطب والرياضة. ومنذ القرن السادس كان يتولي رجال الدين الأقباط تدريس العلوم في جامعة الإسكندرية القديمة، نذكر منهم سرجيوس وهارون القس [بحاجة لمصدر]. ويظهر أهمية العلوم القبطية التي التي أظهرتها بردية نشرها العالم القبطيشاسيناه وتميزت هذه البردية الطبية بعلاج أمراض العيون ومنع النزيف ومداواة الجراحات. وعلي العموم فقد ظل أثر العلوم القبطية في أوروبا في العصر الوسيط وكان أساسا لدراسة العلوم في عصر النهضة، وقد ظهر أخيرا بحث للبروفسير الإنجليزي تيل في العقاقير القبطية يتبين منه مدى تقدم العلوم عند الأقباط وأثره في العالم [بحاجة لمصدر]. وكان للأقباط أثر واضح في بعض العلوم الأخرى، ففي التاريخ الكنسي كان لهم طابع خاص لم يكتبوه تاريخا جافا بل أضفوا عليه مسحة أدبية، لعل أهم ذلك ما نشره العالم فون لييم من بعض مقطوعات قبطية في تاريخ بطاركة الإسكندرية. وكانللسنكسار القبطي أثر كبير نسجت جميع الكنائس الأخرى علي منواله، وكذلك كتب الأقباط بطريقتهم الخاصة تواريخ المجامع مثل مجمع الإسكندرية (362) ومجمع أفسس(431).
قوانين الكنيسة
قد برع الأقباط في وضع قوانين كنسية، ولعل أشهر هذه القوانين وأعمقها أثرا المجموعة المعروفة بالقوانين الكنسية أو قوانين الرسل وقد نشرها هورنور.
الأدب الكنسي كذلك يعزي للقبط كتابة الأدب المعروف بالمريمي وهو الأدب الذي اختصت به العذراء مريم وذلك في أسلوب فريد يظهر فيه تأثير الأدب المصري القديم فكتبوا فيها المدائح والأناشيد.
التاريخ العام كان للقبط شخصية ملحوظة فيما كتبوه من تاريخ، فكتابيوحنا النقيوسي الذي شهد بدخول العرب الي مصر وكتب تاريخا عاما باللغة القبطية، ولم يصل من هذا الكتاب إلا ترجمة كاملة له باللغة الحبشية نشرها العالم الالماني زوتنبرج [بحاجة لمصدر].
العلوم اللاهوتية أجمع مؤرخو الكنيسة في العصور الرسولية مثلأوسابيوس وسقراط وسوزومين على أن الفضل في انتشار المسيحية إنما يرجع إلى مدرسة الاسكندرية اللاهوتية القبطية والتي أسندت إدارتها إلى علماء من الأقباط مثلبانتينوس واكليمنضوس الاسكندري واوريجانوس وديديموس الضرير. ونصت تواريخ الكنيسة على أن كبار آباء الكنيسة المسيحية في الشرق والغرب كالقديسباسيليوس الكبير وغريغوريوس أخيه وغريغوريوس الناطق باللاهوتيات مدينون لمدرسة الإسكندرية القبطية. وقال البروفيسير تتام في مؤلفه مصر بأن دستور مدرسة الإسكندرية اللاهوتي وضع باللغة القبطية، وقال جيروم في مقدمة ترجمته اللاتينية لكتاب انبثاق الروح القدس للعالم القبطي ديديموس الضرير أن ماجاء في مؤلفات اوغطينوس وأمبروسيوس وغيرهما من الموضوعات منقول عن الفلسفة المسيحية المصرية.
وبالتالي كان للأقباط اليد الطولي في وضع أسس علم اللاهوت، فقام بانتينوس أول من أسندت إليه إدارة مدرسة الإسكندرية بترجمة الكناب المقدي من اليونانية الي القبطية، وهذا أوريجانوس أول من أقام علم اللاهوت على أسس منظمة وإليه يرجع الفضل في تثبيت عقائد الكنيسة والذي اهتم كثيرا بإدخال علم الفلسفة في مدرسة الإسكندرية وقد أدخل برنامج الدراسة اللاهوتية الرياضة والطبيعة والفلك والفلسفة والموسيقي. ونجد أيضا اثناسيوس القديس القبطي الصميم تثقف بثقافة اليونان ووقف في وجة جميع الأباطرة والهراطقة وصار لايفكر ولا يكتب ولا يعمل ولا يناضل إلا من أجل حماية المسيحين من مخالب البدع وفتح باب الإيمان المسيحي القويم لهم، حيث كان لما كتبه القديس اثناسيوس في محاربة الآريوسية وغيرها من البدع وأيضا كتابه تجسد الكلمة أثر كبير جدا في المحافظة علي كيان المسيحية في العالم. فضلا عن القديس كيرلس الكبير الذي كان بطريركا للكرسي المرقسي واكتسب لمصر شبه استقلال وكانت تخضع له مائة اسقفية حتي اطلق عليه لقب فرعون مصر، وكان جهاده ضد النسطورية وتعاليمه اللاهوتية في طبيعة المسيح وسر الثالوث عاملا كبير الأثر في إرساء تعاليم الكنيسة الأولى الرسولية[بحاجة لمصدر].
وأيضا العالم القبطيديديموس الضرير الذي عين مديرا للمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية في القرن الرابع وكان من أثر مؤلفاته اللاهوتية أن وفد عليه من الغرب ايرونيموس وروفينوس وبلاديوس لتلقي العلم منه، والعالم القبطي ديديموس الضرير هو أول من ابتكر وسيلة لتعليم القراءة للعميان بطريقة الحروف المحفورة علي ألواح خشبية ليسبق بخمس عشر قرن من الزمان اختراع برايل لطريقة القراءة بالحروف البارزة [بحاجة لمصدر].
الفن القبطي
الواقع أن الفن القبطي هو فن مصري تناول جميع مرافق الأقباط ونواحي حياتهم فهو فن ديني وفن شعبي أو دنيوي. فهو يعبر عن البيئة المصرية مع احتفاظه بشخصية فنية قوية وطابع خاص واضح. وظل محتفظا بمقوماته رغم أنتشار الحضارات المختلفة. هذا وقد كان الفتح العربي للبلاد القبطية وضع ملائم للفن القبطي وسرعان ما أثر الفن القبطي بشدة علي الفن الإسلامي واتجه الصناع الأقباط بتطعيم الفن الإسلامي بالفنون القبطية وبذلك تطور الفن المصري أو القبطي في العصور الإسلامية. ونظرا لإقبال العرب الشديد علي الفن القبطي واستخدامه في مختلف فنون الرسم والعمارة انتسب العرب هذا الفن وأطلق عليه الفن الإسلامي [بحاجة لمصدر]. ويتضمن الفن القبطي الديني التصوير الذي ظهر في الأيقونات وصور الملائكة والرسل والقديسين، واستعملت صور الوجوه الآدمية وصور الحيوانات لتزيين الأكفان ونسجت علي الكتان والصوف بألوان متنوعة.
فن النسيج القبطي
بلغ فن النسيج القبطي من الرقي والروعة في النقوش والألوان إلى حد أنه غزى الأسواق في كل البلاد. وبالنسبة للعرب أثر فن النسيج القبطي علي النسيج في العالم الإسلامي بشكل كبير جدا وكتب العالم كونل عام 1938 عن التقاليد القبطية في فن النسيج الإسلامي.
فن الزخرفة المعمارية وبالنسبة إلى فن الزخرفة المعمارية برع الصناع الأقباط في إظهار مواهبهم علي الحجر الجيري والخشب. وكان تصميم رسومهم علي الحجر جميلا وصناعته متقفة وكانت تيجان الأعمدة الحجرية تزين بزخرفة علي نسق شغل السلال والكروم وأوراقها وسعف النخيل وأوراق الغار. كما كانت الأفاريز تزين برسوم تمثل الكروم ومناظر الصيد والحيوانات والنباتات، أما الاجزاء العلوية للطاقات كانت تزخرف على هيئة الاصداف أو الكروم أو العنب أو الاسماك، كذلك حفرت ألواح الأبواب الخشبية والأفاريز بزخارف ورسوم هندسية. وبرعوا كذلك في صناعة أدوات الزينة والحلي من أدوات مختلفة ولأغراض مختلفة فصنعوا المكاحل والأمشاط والأساور والحلقان وغيرها.
ذكر المقريزي في كتاب أخبار مكة أن الكعبة طغي عليها قبيل ظهور الإسلام سيل عظيم صدع جدرانها فأعادت قبيلة تدعيقريش بناءها مستعينة في ذلك بنجارين أقباط، وأثبتت الأوراق البردية التي عثر عليها في مصر أن الوليد استعان بالأقباط في بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي في القدس وقصر أمير المؤمنين هناك. ويذكر البلاذري في فتوح البلدان أن الوليد استعان بالقبط في إعادة بناء مسجد المدينة [بحاجة لمصدر]. وأثبتت العلماء أن قصر المشتي في شرق الأردن قد نقل الزخارف القبطية والتخطيط المعماري الخاص بالدير الأحمر والدير الأبيض بسوهاج [بحاجة لمصدر]. وذكر المؤرخون أنعمر بن عبد العزيز لما أعاد بناء الجامع النبوي في المدينة استعان بمعماريين مصريين أي أقباط بنوا فيه أول محراب مجوف في الإسلام، وهذا مأخوذ عن حنيات الكنائس. وذكر أيضا المقريزي أن مهندس قبطي شيد جامع ابن طولون بطريقة هندسية فريدة ولقد أوضح العالم كروزيل في كثير من مؤلفاته عن الأثر القبطي علي العمارة الإسلامية [بحاجة لمصدر].
تخطيط العرب لفتح مصر
مقال تفصيلي :الفتح الإسلامي لمصر
بعد تسليم بيت المقدس للخليفة عمر بن الخطاب، قابله عمرو بن العاص وأعاد عليه الإلحاح في طلب دخول مصر، وجعل يبين للخليفة ما كانت عليه مصر من الغنى وما كان عليه فتحها من السهولة، وقال له إنه ليس في البلاد ما هو أقل منها قوة ولا أعظم منها غنى وثروة، وأن مصر تكون قوة للمسلمين إذا هم ملكوها، وكان اجتماع القائد بالخليفة في(الجابية) قرب دمشق في سنة683م [بحاجة لمصدر].
وافق الخليفة وهو متردد على سيرعمرو بن العاص لمصر، فسار عمرو في جيش صغير من أربعة آلاف جندي (4000) أكثرهم من قبيلة عك [بحاجة لمصدر]، وإن كان الكندي يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق، ويروي ابن دقماق أنه كان مع جيش العرب جماعة ممن أسلم من الروم وممن أسلم من الفرس، وقد سماهم في كتابه، سار بهم عبر الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح، وهي على مرحلة واحدة منالعريش بأرض مصر، فأتت عند ذلك رسل (تحت المطي) تحمل رسالة من الخليفة، ففطن عمرو إلى ما فيها، وظن أن الخليفة لابد قد عاد إلى شكه في الأمر، خاشيا من الإقدام والمضي فيما عزم عليه. فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذي ربما كان الحد الفاصل بين أرض مصر وفلسطين، وبلغ بسيره الوادي الصغير الذي عند العريش، وهناك أتى له بالكتاب فقرأه فقيل له نحن في مصر. فقرأ على الناس كتاب الخليفة وقال إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين، وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد في فلسطين، فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر قدما وأن يرسل له الإمداد.



تاريخ مصر المسيحية

إن الكنيسة القبطية مبنية على تعاليم القديس مارمرقس، الذي بشَّر بالمسيحية في مصر، خلال فترة حكم الحاكم الروماني "نيرون" في القرن الأول، بعد حوالي عشرون عاماً من صعود السيد المسيح. ومارمرقس هو أحد الإنجيليين وكتب أول إنجيل. وإنتشرت المسيحية في كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مار مرقس إلى الإسكندرية (كما هو واضح من نصوص العهد الجديد التي إكتُشِفَت في البهنسا، بمصر الوسطى، وتؤرَّخ بحوالي 200م.، وجزء بسيط من إنجيل القديس يوحنا، مكتوب باللغة القبطية؛ الذي وُجِدَ في صعيد مصر ويُؤرََّخ في النصف الأول من القرن الثاني). إن الكنيسة القبطية –وهي عمرها الآن أكثر من تسعة عشر قرناً من الزمان- كانت موضوع العديد من النبوءات في العهد القديم. ويقول إشعياء النبي في إصحاح 19، الآية 19: "وفي ذلك اليوم، يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها."
في سنة 200 كانت الإسكندرية من أهم المراكز المسيحية. كان كليمينت هو من المدافعين عن المسيحية في الإسكندرية واوريجانوس الذان عاشا حياتهما في هذه المدينة، حيث هناك كتبوا وعلموا وناقشوا.
مع مرسوم ميلان سنة 312، قام قسطنطين بأنهاء اضطهاد المسيحيين، وفي سنة 324، جعل قسطنطين الديانة المسيحية هي ديانة الامبراطورية الرومانية. في القرن الرابع، خسرت الوثنية اتباعها حسب ما قال الشاعر بلاديس " Palladius "، وضلت مطمورة لعقود من الزمن. المرسوم الأخير ضد الوثنية كان سنة 390. الكثير من اليهود المصريين أصبحوا مسيحيين، لكن البعض لم يقم بذلك فضلوا الاقلية في بلد مسيحي.
وبقيادة القديس اثناسيوس الرسولي الذي أصبح رئيس الاساقفة للإسكندرية سنة 326 بعدما رفض مَجمَع نيقية اراء اريوس ظل يناضل من اجل الايمان القويم وصراع الاريوسيين سبب الدمار والشغب على امتداد القرن الرابع. وقد تم استبعاد البابا القديس اثناسيوس الرسولي عن الإسكندرية حوالي خمس مرات.
وقد ازدهرت أرض مصر بالرهبنة بشكل عظيم حيث ان أول من اسس الرهبنة هو اب اباء الرهبان الأنبا انطونيوس الذي تتلمذ على يديه الكثير من القديسين المصريين والغير مصريين. وفكرة الرهبنة رفض الحياة المادية وممارسة حياة الفقر والتكريس للكنيسة. لقد استقبل المسيحيين المصريين فكرة التصومع بحماس شديد وقد نقل المصريون التصومع إلى بقية المسيحية في العالم. ومن الامور التي تطورت أيضاً هو مبدأ "الاقباط". قد تم تبني اللغة القبطية من المسيحيين الأولين لنشر الانجيل في المصريين الاصليين وأصبحت لغة الليتورجيا لدى الديانة المسيحية في مصر وبقيت حتى يومنا هذا.
الفن المسيحي المصري


نموذج للفن القبطى•القرن السادس الميلادى
نهضت العمارة المسيحية القبطية بروح الفن الفرعونى القديم وأكملت حلقة من حلقات الفن المتصلة منذ الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية بمصر، وتعد الكنائس التي شيدت في القرن الخامس الميلادى نموذجاً للعمارة والفن القبطى•
وكان التصوير السائد في العصر المسيحي امتدادًا للطريقة التي تواترت من العصور السابقة في مصر وهي التصوير بألوان الاكاسيد "الفرسك" على الحوائط المغطاة بطبقة من الجبس•
وكما عرف المصريون القدماء الموسيقى نشأ في العصر المسيحي المصري (القبطى) في مصر فن موسيقى كنسى يساير النزعة الفنية الموسيقية للأنغام المصرية القديمة وما زالت الألحان التي تعزف في الكنيسة القبطية حالياً تحمل أسماء فرعونية مثل "اللحن السنجارى" وكذلك "اللحن الاتريبى

تاريخ مصر


تاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن 3000 عام قبل الميلاد.[1][2] حيث تميزت مصر بوجود نهر النيل الذي يشق أرضها والذي اعتبر السبب الأساسي لقيام حضارة عريقة بها، كما تقع مصر بموقع جغرافي متميز يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ويرتبط بقارة أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط. كل هذا أدى إلى قيام حضارة عرفت بأنها أقدم حضارة في التاريخ الإنساني.
العصر الفرعوني
عصر الدولة القديمة



أهرامات الجيزة تعد من أبرز معالم تاريخ مصر الفرعوني، وهي إحدى عجائب الدنيا السبع
تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ "حكومة مركزية" حوالي العام 3200 ق.م. حيث قام الملك مينا بتوحيد مملكتي الشمال والجنوب المصريتين. وشهد عصر هذه الدولة نهضة شاملة في شتى نواحي الحياة، حيـث توصـل المصريـون إلى الكتابة الهيروغليفية[3] أي النقش المقدس، وتأسست ممفيس كأول عاصمة للبلاد واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان• واستقبلت مصر عصرا مزدهرا في تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات، وشهد هذا العصر بناء أول هرم في مصر والعالم وهو هرم زوسر المدرج المعروف بهرم سقارة والذي يعد أول بنيان حجري في العالم وأقيم العام 2861 ق.م•[4]، ومع تطور الفن والزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري بري لنقل منتجاتهم• وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة، وفي هذا العصر حكمت الأسر من الأسرة الثالثة إلي الأسرة السادسة.
عصر الدولة الوسطى


قدس الأقداس الأبيض بالكرنك
يسبق الدولة الوسطى (2040 - 1640 ق.م.) العصر المتوسط الأول والذي حكمت فيه الأسرات بدأ من السابعة وحتى العاشرة والذي انتهى بتقسيم البلاد، ليأتي عصر الدولة الوسطى بدأ من الفرعون منتوحتب الثاني في 2065 والذي كان أميرا لطيبة وأعاد توحيد البلاد وفرض النظام، واهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية، وأنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثا إلى رائعا انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس• كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا العصر، ومن ملوك هذا العصر أمنمحات الأول، أمنمحات الثالث وتلى هذه الدولة العصر المتوسط الثاني والذي حكمت فيه الأسرات من 13 إلي 17 والذي ضعفت فيه الدولة الوسطى فأدي ذلك لإغارة قبائل تسكن منطقة شرق المتوسط عرفوا باسم الهكسوس لمصر وغزوهم مناطق في شمال وووسط البلاد.[5]
عصر الدولة الحديثة
مقال تفصيلي :الدولة الحديثة


مصر في فترة المملكة الحديثة أو الدولة الحديثة في أقصى إتساع لها بالقرن الخامس عشر قبل الميلاد


معبد أبو سمبل
(1580 - 1150ق•م) بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد• وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا• لتصبح مصر بذلك أول قوة عظمى في تاريخ البشرية [6]، وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم إمبراطورية في التاريخ• لقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين• أحمس بطل التحرير، أمنحوتب الأول العادل الذي أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز •• تحتمس الأول المحارب الذي وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجـم وصناعـة التعديـن •• تحتمس الثاني المتأنق وتحتمس الثالث الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم في تاريخ العالم •• وتحتمس الرابع الدبلوماسي الذي كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية•• وامنحوتب الثالث أغنى ملك في العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية ••


بهو الأعمدة بمعبد الكرنك
وإخناتون أول من نادى بتوحيد الالهة الفرعونية ورمز لها بقرص الشمس •• وتوت عنخ آمون الذي حاز شهرة في العالم المعاصر• ومن أشـهـر ملـكات هذه الأسرة عـلى سبـيـل المـثـال المـلـكـة أعح حتب زوجة المــلك "سقنن رع"، والمــلــكــة " أحمس-نفرتاري " زوجة أحمس الأول، والملكة تِيْ بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم إخناتون، والملكة نفرتيتي زوجة إخناتون والملكة العظيمة حتشبسوت التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما• وبلغت مصر في عهدها أعلى قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية إلى بلاد "بونت" كذلك شيدت واحدا من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" على الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها ومعبد الكرنك الذي يعد أكبر معبد في العالم القديم • وشهد هذا العصر أيضا "ثورة إخناتون الدينية" حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "أخيتاتون"• والملك رمسيس الثانى الذي هزم الحيثيين وعقد مع ملكهم أول معاهدة سلام في التاريخ وبنى حوالي 6 معابد من أشهرها معبد أبو سمبل، ورمسيس الثالث الذي صد هجمات الليبين وشعوب البحر المتوسط ,وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق•م ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر•
العصر اليوناني
نجح الإسكندر المقدوني في هزيمة الفرس في آسيا الصغرى وواصل فتوحاته حتى الهند حيث يعتقد أنه استعان هناك بفريق بحري وطواقم استكشافية مصرية [7]، وقبلها نجح في طرد الفرس من مصر الذين لم يقاوموا [8] العام 333 ق•م. وقد توج الإسكندر نفسه ملكا على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية ثم حج إلى معبد آمون في واحة سيوة والذي كان يتمتع بشهرة عالمية واسعة في ذلك الوقت •
حكم البطالمة وهم السلالة التي انحدرت من بطليموس أحد قادة الإسكندر المقربين مصر منذ 333 حتى 30 ق•م، حيث تولى حكم مصر 15 ملكا بطلميا،[9] وقد ظلت دولة البطالمة قوية في عهد ملوكها الأوائل ثم حل بها الضعف نتيجة لضعف ملوكها •• واستغل الرومان الموقف وتأثر استقلال مصر حيث سعت روما لبسط نفوذها على مصر وقضت على البطالمة سنه 30 ق•م أيام حكم الملكة كليوباترا السابعة التي كانت آخر ملوك مصر البطلمية وانتهى استقلال مصر وانضمت إلى الامبراطورية الرومانية.
مظاهر الحضارة المصرية في عهد البطالمة


معبد فيلة الكبير
بنى البطالمة في الإسكندرية القصور والحدائق وأصبحت الإسكندرية مركزا للحضارة حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة والتجارة كما أنها كانت الميناء الأول في البحر المتوسط بفضل منارتها الشهيرة التي اعتبرها الإغريق إحدى عجائب الدنيا السبع•
وقد قامت بالإسكندرية حضارة إغريقية مصرية عظيمة تمثلت في:
• جامعة الإسكندرية (القديمة) التي أنشأها البطالمة ويرجع الفضل إلى علماء جامعة الإسكندرية في التوصل إلى حقائق علمية عن دوران الأرض حول الشمس وتقدير محيط الكرة الأرضية، واشتهرت الجامعة بدراسة الطب خاصة التشريح والجراحة ومن أشهر العلماء في جامعة الإسكندرية إقليدس عالم الهندسة، و"بطليموس" الجغرافى ومانيتون المؤرخ المصري•
• مكتبة الإسكندرية وأثرها الثقافى : أنشأ البطالمة في الإسكندرية مكتبة ضخمة كانت تعد أعظم مكتبة في العالم احتوت على أكثر من نصف مليون لفافة بردى، وقد أمر البطالمة أن يهدي كل زائر من العلماء مدينة الإسكندرية نسخة من مؤلفاته وبذلك وصل عدد الكتب بالمكتبة أكثر من 700 ألف كتاب•
• عمل البطالمة على احترام ديانة المصريين وقدموا القرابين للمعبودات المصرية، وشيدوا لها المعابد مثل معبد إدفو ومعبد دندرة ومعابد فيلة بأسوان، وكان البطالمة يظهرون في الحفلات الرسمية بزى الفراعنة.
• ضم بطليموس الأول إلى مصر عدد من الملحقات وهي برقة، جنوب سوريا، فينقيا، فلسطين وقبرص.
العصر الروماني
دخل الرومان مصر العام 30 ق•م وأصبحت إحدى ولاياتها بل صارت مصر من أهم ولايات الامبراطورية الرومانية نظرا لأهميتها الاقتصادية، فمصر عرفت وقتها بأنها سلة غذاء الدولة الرومانية، وصارت الأسكندرية ثاني أهم مدن الإمبراطورية بعد روما واستمرت جامعة الأسكندرية (القديمة) بالعمل.[10]
كما اشتهرت صناعة الزجاج والورق والكتان إضافة للعطور وأدوات الزينة في مصر.
العصر القبطي
مقال تفصيلي :كنيسة قبطية ارثوذكسية
دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي وذلك بدخول القديس مرقس إلى الأسكندرية وتأسيس أول كنيسة في مصر وأفريقيا بأسرها.
وقد عاني المسيحيون من اضطهاد الرومان لهم خصوصا في فترة الإمبراطور دقلديانوس الذي اتخذ القبط من عام توليه عرش الامبراطورية بداية للتقويم السنوي لدي المسيحيين الأقباط.
اخد العالم نواحي مختلفه من الادب القبطي أهمها اقوال الاباء ثم خطب القديسين في كفاح الوثنيه لتثبيت الميسحيه ثم السحر ثم الادب الدنيوي أو الشعبي.فأما اقوال الاباء فهي الاقوال النسكيه التي دعمت الرهبنه وبينت ناحيتيها النفسيه والعمليه وقد وفد علي مصر من الشرق والغرب من دونوا هذه الاقوال واثبتوها بلغاتهم اليونانية واللاتينية والسريانية وفتحت لهم هذه التعاليم المسيحية المحضه الطريق الي الرهبنة فساروا علي هديتها وانسجوا علي منوالها. فالرهبان القبط في عصورهم الأولي عرفوا بالتقوي والتواضع فكانوا يعملون ويعلمون وجاءت اقوالهم بلغات مختلفه في كتاب بستان الرهبان وكتب الأباء الحاذقون في العباده وكذلك في سيرهم ،ظهر في مصر من القديسين الاقباط من لم يعرف العالم اقوي منهم شكيمه في تثبيت المسيحيه والكفاح ضد الوثنيه.
و من اهم اعمال الادب الديني ما قام به أحد هؤلاء الرهبان وهو الانبا شنوده رئيس المتوحدين، تولي شنوده رياسه الدير الابيض سنه 383م خلفا لخاله الانبا بيجول رئيس الدير الاحمر شمال الدير الأبيض ودامت رياسه شنوده 66 عاما وتنيح سنه 451م. ويعد شنوده اعجب شخصيه انجبها القبط فهو في الواقع المؤسس الحقيقي للكنيسه القبطيه، عاش في أحرج الاوقات واعنفها ويعرف في تاريخ الادب القبطي بأنع اعظم كتابه، وكان كل مجهوده ونشاطه الإداري منصبا علي محاربه الوثنيه واقتلاع جذورها من الشعب مثل السحر والتعاويذ والدجل الطبي والبدع الاجتماعيه المختلفه وكانت كتابات شنوده كتابات عمليع صالحه لاستخدامها مباشرة كالرسائل والمواعظ ولم يكن أسلوبه مصقولا ولكنه كان يصوغه في قالب خطابي بليغ وهو بالرغم من معرفته باليونانيه لم ياخذ عنها البيان أو البديع ،ولكنه كان مالكا لناصيه اللغه القبطيه وغيورا عليها وكانت كل خطاباته بها.
ليس الادب القبطي أدب ديني فحسب بل ان الآثار الشعبية أو الدنيوية في الأدب القبطي لاتقل روعه عن الاثار الدينية ،فبالرغم من أنصراف الاقباط عن تدوين الاداب القبطية في العصور الأولي لغلاء ورق البردي الا انه تم العثور علي الكثير من الرسائل والوثائق القبطيه عن الادب القبطي الديني والشعبي.و ازدهر الادب القبطي في القرنين الرابع والخامس الميلادي ولكن كان دخول العرب لمصر صدمه عنيفه للأدب القبطي إلا أنه صحا مره اخري في النصف الأخير من القرت السابع وفي القرن الثامن فقامت بين القبط نهضه ادبيه كان لها الطابع الشعبي اكثر من الطابه الديني، وكان وقتئذ نظام الاديره اقل صرامه بحيث اتيح للرهبان الاشتغال بشتي الحرف، وأذا كانوا قد أصبحوا يقرأون الكتب الدنيويه في الاديره وبخاصه ان الورق قد حل محل البردي وأصبح في متناول الجميع.
ومن أهم الاعمال الأدب الشعبية القبطية قصة تيودوسيوس وديونسيوس التي ترجع الي أوائل القرن الثامن، كان بطلها صانع مصري بلغ منصب امبراطور اليونان وقد نسي اخوه الذي كان صانع خشب مصري ثم يلقاه ثانية ويعينه رئيس لأساقفة العاصمه اليونانية. وأيضا من اشهر قصص الادب القبطي روايه قمبيز وهي قصه اصليه باللغه القبطيه تتضمن تاريخا خياليا لغزو مصر علي يد الملك قمبيز الذي كان ملك للفرس ،وبالإضافة لهذه القصص تم العثور علي بعض الاجزاء من قصه الاسكندر الاكبر مترجمه الي الصعيديه. وهناك آثار ادبيه كثيرة منها أيضا القصيده التي كتبت عن ارخليدس وأمه سنكليتكس. ويدل كل هذا علي ما للاقباط من أثر عميق في الادب الشعبي.
وأيضا ورث الاقباط عن أجدادهم الفراعنه حضاره كما ورثوا عنهم المنهج العلمي والمثابره علي الدرس والتعمق في البحث، فقد تركزت دراسة العلوم في جامعه الاسكندريه وظهر فيها أساتذه من المصريين تخرج علي ايديهم كثير من العلماء الذين عرفهم العالم القديم ووضع القبط في الاسكندريه اكثر المصطلحات العلميه التي كانت معروفة في ذلك الوقت وعنهم أخذها العالم وظهر في ذلك الوقت من العلماء الاقباط العالم هيروفيلاس مؤسس علم التشريع، والعالم القبطي ايرستسراتوس مؤسس علم وظائف الاعضاء، وديموكريتوس صاحب نظريه الذرة، وكلسوس الذي وضع تذكرته المشهوره لمنع تلف الاسنان، وسيرابيون السكندري الذي اتجه الي دراسة العقاقير المصرية القديمة وممن تتلمذ في الاسكندريه جالينوس الذي ذاع صيته في العالم وغيرهم الكثير من العلماء الاقباط الذين كان لهم أكبر الدور في تقدم العلوم في العالم في ذلك الوقت.
الواقع ان الفن القبطي هو فن مصري تناول جميع مرافق الاقباط ونواحي حياتهم فهو فن ديني وفن شعبي أو دنيوي ،فهو يعبر عن البيئة المصرية مع احتفاظه بشخصية فنيه قوية وطابع خاص واضح وظل محتفظا بمقوماته رغم أنتشار الحضارات المختلفة وهذا وقد كان الفتح العربي للبلاد القبطية وضع ملائم للفن القبطي وسرعان ما أثر الفن القبطي بشده علي الفن الإسلامي واتجه الصناع الاقباط بتطعيم الفن الإسلامي بالفنون القبطية وبذلك تطور الفن المصري أو القبطي في العصور الإسلامية ونظرا لإقبال العرب الشديد علي الفن القبطي واستخدموة في مختلف فنون الرسم والعمارة انتسب العرب هذا الفن واطلق عليه الفن الإسلامي. ويتضمن الفن القبطي الديني التصوير الذي ظهر في الايقونات وصور الملائكة والرسل والقديسين، واستعملت صور الوجوه الادمية وصور الحيوانات لتزيين الاكفان ونسجت علي الكتان والصوف بألوان متنوعة، وبلغ فن النسيج القبطي من الرقي والروعه في النقوش والالوان الي حد أنه غزي الاسواق في كل البلاد وبالنسبة للقبائل العربية أثر فن النسيج القبطي علي النسيج في العالم الإسلامي بشكل كبير جدا وكتب العالم كونل عام 1938 عن التقاليد القبطية في فن النسيج الإسلامي، ذكر القريزي في كتاب أخبار مكة ان الكعبة طغي عليها قبيل ظهور الاسلام سيل عظيم صدع جدرانها فأعادت قبيلة تدعي قريش بناءها مستعينه في ذلك بنجارين اقباط، واثبتت الاوراق البردية التي عثر عليها في مصر ان الوليد استعان بالاقباط في بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي في القدس وقصر امير المؤمنين هناك.ويذكر البلاذري في فتوح البلدان ان الوليد استعان بالقبط في اعادة بناء مسجد المدينة. واثبتت العلماء ان قصر المشتي في شرق الاردن قد نقل الزخارف القبطيه والتخطيط المعماري الخاص بالدير الاحمر والدير الابيض بسوهاج. وذكر الؤرخون ان عمر بن عبد العزيز لما اعاد بناء الجامع النبوي في المدينة استعان بمعماريين مصريين أي اقباط بنوا فية أول محراب مجوف في الإسلام وهذا مأخوذ عن حنيات الكنائس وذكر أيضا المقريزي ان مهندس قبطي شيد جامع ابن طولون بطريقة هندسية فريدة ولقد اوضح العالم كروزيل في كثير من مؤلفاته عن الاثر القبطي علي العمارة الإسلامية.وازدهرت في هذه الحقبة بناء الكنائس والأديرة على النسق القبطي أيضا انتشر التصوير للشخصيات كما كان سائدا في العصور السابقة.[11]
العصر الإسلامي
مقال تفصيلي :الفتح الإسلامي لمصر


مسجد الفسطاط أول مسجد في مصر
دخل الإسلام مصر في عهد الخليفة العربي عمر بن الخطاب وبقيادة عمرو بن العاص العام 641 م. وشهدت مصر خلال فترة الحكم العربي الإسلامي تقدما في مجالات العمران والفنون مثل العمارة والزخارف والنقوش الإسلامية الطراز كما تم بناء العديد من المساجد والقلاع والأسوار.
و في العصر الفاطمي اعتبر الجامع الأزهر أشهر فنون العمارة في عهد الخلافة الفاطمية في مصر إضافة لعدة مظاهر أخرى، كما بنيت في العصر الأيوبي قلعة صلاح الدين التي تعد أشهر قلاع مدينة القاهرة، إضافة إلى الثروة المعمارية التي ظهرت في العصر المملوكي.[12]
العصر الحديث


مسجد محمد علي الشهير في القاهرة


محمد علي يباشر أعمال إدارة الدولة
يعتبر محمد علي مؤسس مصر الحديثة لما قام به من إصلاحات شملت جميع نواحي الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث وقتها، فبدأ ببناء جيش مصر القوى وأنشأ المدرسة الحربية، ونشأت صناعة السفن في بولاق والترسانة البحرية في الإسكندرية. وأصلح أحوال الزراعة والرى وأنشأ القناطر والسدود والترع، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالى، وفى مجال التجارة عمل محمد علي باشا على نشر الأمن لطرق التجارة الداخلية وقام بإنشاء أسطول للتجارة الخارجية حيث ازدهرت حركة التجارة في مصر.
ونشر التعليم لسد حاجة دواوين الحكومة فأنشأ المدارس على اختلاف مستوياتها وتخصصاتها وأرسل البعثات إلى أوروبا ونقل العلوم الحديثة.[13]
وحاول أبناء محمد علي أن يسلكوا مسلكه في محاولة اللحاق بالحضارة الأوروبية، فقد شهدت البلاد في عهد الخديوى إسماعيل باشا نهضة تمثلت في الإصلاح الإداري كما شهدت الصناعة والزراعة نهضة وازدهاراً كبيراً في عهده واهتم بالبناء والعمارة، وأنشأ دار الأوبرا الخديوية، ومد خطوط السكك الحديدية، وفى العام 1869 افتتحت قناة السويس للملاحة الدولية في إحتفال كبير.
وقد شهدت مصر عدة ثورات ضد التدخل الأجنبي حيث اشتدت الحركة الوطنية فكانت ثورة عرابى عام 1882 التي انتهت باحتلال بريطانيا لمصر [14] والتي أعلنت الحماية على مصر عام 1914 وانتهت تبعيتها الرسمية للدولة العثمانية.
وشكرا لكم جميعا
تاريخ مصر الحديث
مقال تفصيلي :تاريخ الجمهورية المصرية
دخلت مصر إلى القرن العشرين وهي مثقلة بأعباء الاستعمار البريطانى بضغوطه لنهب ثرواتها، وتصاعدت المقاومة الشعبية والحركة الوطنية ضد الاحتلال بقيادة مصطفى كامل ومحمد فريد وظهر الشعور الوطني بقوة مع ثورة 1919 للمطالبة بالاستقلال وكان للزعيم الوطني سعد زغلول دور بارز فيها، ثم تم إلغاء الحماية البريطانية على مصر في عام 1922 والاعتراف باستقلالها وصدر أول دستور مصري عام 1923.[15]
عهد الثورة
مقال تفصيلي :ثورة 23 يوليو


اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر
قاد اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر واخرون من الضباط المصريين ثورة 23 يوليو 1952. والتي قامت بالعديد من المهام من أهمها إصدار قانون الإصلاح الزراعي، ووضعت أول خطة خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ مصر عام 1960 ومحاولة تطوير الصناعة والإنتاج وتم إنشاء السد العالى 1960-1970 ومساعدة البلاد في مجال التعليم والصحة والإنشاء والتعمير والزراعة. وفى مجال السياسة الخارجية عملت ثورة يوليو على تشجيع حركات التحرير من الاستعمار كما اتخذت سياسة الحياد الإيجابي مبدآً أساسياً في سياساتها الخارجية. قامت كل من إسرائيل وفرنسا وانجلترا بعمل هجوم منظم علي مصر فيما يسمي بالعدوان الثلاثي علي مصر وقد قامت المقاومة الشعبيه باعمال بطوليه لصد الفرنجا والانجليز اماإسرائيل فاخزت سيناء بالكامل ولكن صدر قرارمن مجلس الامن أن زاك برد جميع الأرض المحتله الي مصروعدم شرعية الهجوم علي مصر
قامت إسرائيل في 5 يونيو 1967 م بشن هجوم على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن•
واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف، وفى ذلك الوقت توفى "جمال عبد الناصر" في سبتمبر 1970.
حرب أكتوبر
مقال تفصيلي :حرب أكتوبر


عبور القناة قي حرب أكتوبر


تمثال للجنود المصريون يعبرون قناة السويس
تولى محمد أنور السادات الحكم بعد جمال عبد الناصر، عمل على تسوية مشاكل الدولة الداخلية وإعداد مصر لخوض حرب لتحرير سيناء. في 6 أكتوبر 1973 في تمام الثانية ظهراً، نفذت القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة العربية السورية هجوماً على القوات الإسرائيلية في كل من شبه جزيرة سيناء والجولان. بدأت الحرب على الجبهة المصرية بالضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية ضد القوات الإسرائيلية، وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية ورفعت العلم المصري.
الرئيس أنور السادات دخل في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي لإيجاد فرصة سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، فوافق على معاهدة السلام التي قدمتها إسرائيل (كامب ديفيد) في 26 مارس 1979 بمشاركة الولايات المتحدة بعد أن مهدت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل في 1977، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تماما في 25 أبريل 1982 بانسحابها مع الاحتفاظ بشريط طابا الحدودي وإسترجعت الحكومة المصرية هذا الشريط فيما بعد، بناءا على التحكيم الذي تم في محكمة العدل الدولية فيما بعد•
أثار توقيع مصر لاتفاقية السلام وزيارة السادات لإسرائيل استياءا داخل مصر وخارجها. فيرى مؤيدو هذه الاتفاقية أنها أعادت سيناء لمصر، ومهدت لإحلال السلام في الشرق الأوسط. بينما يرى معارضوها أن آثار هذه الاتفاقية أن عزلت دولة عربية لها ثقل سياسي وعسكري هي مصر عن الصراع العربي الإسرائيلي، وعملت على تحجيم نطاق تحرك الجيش المصري في سيناء، كما أنها أضعفت من دور مصر الريادي في العالم العربي. في 2 نوفمبر 1978 عقد مؤتمر لجامعة الدول العربية، تقرر فيه نقل مقر جامعة الدول العربية من مصر، وعلقت عضوية مصر من عام 1979 إلى 1989، شاركت في هذه القمة عشرة دول عربية بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وقد عارضت الإمارات العربية المتحدة الخطوات العربية ضد مصر.
إغتيـال السادات


الرئيس الراحل السادات قبل دقائق من اغتياله
بحلول خريف عام 1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 18000 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.
وفي 6 أكتوبر 1981 (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تم اغتيال السادات في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يرق لها حملة القمع المنظمة التي قامت بها الحكومة في شهر سبتمبر.و خلفه في الرئاسة نائب الرئيس محمد حسني مبارك.
عهد مبارك
يعتبر عصر مبارك بداية النماء و الرخاء الاقتصادى فى مصر على الرغم من عدم ظهر التاثير القوى لنمو
الاقصتاد المصرى و التنمية و انحصار التاثير على فئة قليلة من المصريين الا انه لا يمكننا ان نتجاهل ذلك
14 أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية ،باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له.
5 أكتوبر 1987 أُعيد ا الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثانية.
1993 أُعيد ا الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثالثة.
26 سبتمبر 1999، أُعيد ا الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية رابعة.
كما تم انتخابه لفترة ولاية جديدة عام 2005 في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب إجراء تعديل دستوري.
[16] محصلش

مقدمة تاريخية عن مصر القديمة

في مصرالقديمة وبلاد الرافدين كانت المعارف قد دونت للحاجة العملية لها. فالرصد الفلكي أدي لظهور التقويم لتنظيم مواسم الزراعة والحصاد. وسمة الحضارة الإغريقية الفلسفة التأملية فيما وراء الطبيعة (ميتافزيقيا).والفليسوف الإغريقي طاليس Thales وتابعوه قالوا أن الأرض قرص يطفو فوق الماء وتدور في دائرة ولاتدور حول الشمس ولكن تدور حول كرة نار مركزية . وهي مركز الكون . وقال بعده الفليسوف الإغريقي فيثاغورث Pythagoras أن الأرض كروية. لكن في الإسكندرية ، قام الفلكي المصري بطليموس بوضع خريطة للسماء وقع عليها مواقع الكواكب والنجوم المعروفة وقتها . ووضع الأرض كمركز للكون . وبصفة عامة لم تتقدم العلوم في الإمبراطورية الرومانية . وأفلت المدارس الإغريقة وأغلقت عام 529م. بسبب إنتشار المسيحية التي فرضتها روما علي معظم بلدان العالم القديم التابعة لها في مصر واليونان وآسيا الصغري والشام وأجزاء من جنوب أوروبا . ومنذ عام 500م. ولمدة تسعة قرون حتي عام 1400م. ظهرت خلالها الحضارتان الإسلامية والصينية .وهاتان الحضارتان كانتا حضارتين متفردتين ومنعزلتين عن الغرب. فالصينيون القدماء برعوا في الفلك. فرصدوا مستعرا أعظم (إنفجار نجم ) بسديم العقرب سنة 1054م.وفي الصين رسموا أقدم خريطة للنجوم عام 940 م. وفي العالم الإسلامي إنتشرت الحضارة الإسلامية حتي بلغت أسبانيا بالعصور الوسطي. وفي الفلك نجد العرب قد رصدوا النجوم الساطعة ووضعوها علي الخرائط الفلكية وأطلقوا عليها الأسماء العربية التي مازالت تستعمل حتي اليوم كنجوم الدبران والطاسر والدنيب . وفي الكيمياء إخترعوا طرقا لصنع الفلزات من المعادن واختبروا جودتها ونقاوتها. وأطلقوا مصطلحات منها كلمة الكيمياء alchemy والقلوي alkali . وطوروا في الفيزياء ومن أشهر الفيزيائيين العرب ابن الهيثم وهو مصري نشر كتاب المناظر في البصريات والعدسات والمرايا وغيرها من الأجهزة التي تستخدم في البصريات . ورفض فكرة إنبعاث الضوء من العين, لكنه أقر بأن العين تبصره عندما يقع أشعة الضوء من الوسط الخارجي عليها. وهذا مانعرفه حاليا . وبعدما ترجم التراث العربي لللغات الأوربية ولاسيما بعد إختراع جوهانزبرج الطباعة . فطبعت النسخ من هذا التراث وشاعت العلوم العربية وأمكن الحصول عليها هناك بسهولة ويسر. وبعد ظهور وباء الطاعون (الموت الأسود) سنة 1347م. تأخر التقدم العلمي في أوروبا زهاء قرنين حتي سنة 1543م. عندما نشر كتاب له دلالة كبري في الفلك كان بعنوان (في ثورات الكرات السماوية )( De Revolutionibus Orbium Coelestium) للفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكس حيث رفض فيه فكرة الأرض مركز الكون كما وضعها بطليموس في القرن الأول ق.م. في كتابه( المجسطي) والذي ترجمه العرب . كما بين كوبرنيكس – أيضا- أن الأرض والكواكب الأخري تدور حول الشمس . ومنعت الكنيسة الكاثوليكية كتابه من التداول لمدة قرنين بل كفرته رغم صحة ماقاله. لكن في العقد الأول من القرن 17 ثبت صحة كوبرنيكس ولاسيما بعد إختراع التلسكوب حيث إستخدمه جاليليو ليكون أول شخص يري أقمارا تدور حول كوكب المشتري ورأي وجه القمر ورسمه بالتفصيل. كما رأي كوكب الزهرة يتضاءل وهو يدور حول الشمس . واتهم جاليليو وكوبرنيكس اللذان صححا كثيرا من المفاهيم الفلكية بالهرطقة . وهذا ماجعل جاليليو يتراجع عن أفكاره ..

لكن كان أعظم إنجازات العلم في القرن 17. عندما إستطاع الفيزيائي والرياضي الإنجليزي إسحق نيوتن عام 1665م ، وضع نظريات عن طبيعة الضوء والجاذبيةالكونية التي إعتبرها تمتد في كل الكون. وكل الأشياء تجتذب لبعضها بقوة معروفة . والقمر مشدود في مداره بسبب الجاذبية التي تؤثر علي حركة المد والجزر بالمحيطات فوق الأرض .وفي عصر التنوير The Age of Enlightenment . كان نيوتن قد بين بالقرن 18 ان الطبيعة( الوجود ) محكومة بقوانبن أساسية تجعلنا ننهج المنهج العلمي . وهذا ماحرر علماء هذا القرن وجعلهم يقتربون من الطبيعة لأن الإكتشافات حررتهم من أسار السلطة الدينية وأفكار وحكمة الكتابات القديمة والتي لم تخضع للتجارب . وهذا التوجه العقلاني والعلمي أدخل العلم في عصر السببية (الأسباب) Age of Reason أو مايقال بعصر التنوير Age of Enlightenment حيث طبق علماء القرن 18بشدة الفكر العقلي والملاحظة الواعية والتجارب لحل المسائل المختلفة. وفي علوم الأرض نجد القرن 19 قد شهد تطورا كبيرا حيث قدر عمر الأرض مابين 100000سنة ومئات الملايين من السنين. وفي الفلك مع التطور الهائل في الأجهزة البصرية ، تحققت إكتشافات هامة . ففي عام 1801لوحظت المذنبات ومدار كوكب أورانوس الشاذ. فلقد توقع لفلكي الفرنسي جيان جوزيف ليفرييه Jean Joseph Leverrier أن كوكبا مجاورا لأورانوس يؤثر علي مداره . وفد استخدم الحسابات الرياضية . وقد قام العالم الفلكي الألماني جوهام جال Johann Galle في عام 1846بمساعدة العالم ليفرييه بإكتشاف كوكب نبتون . وكان الفلكي الإيرلندي وليام بارسونز William Parsons أول من شاهد شكل المجرات الحلزونية فيما وراء نظامنا الشمسي ، عن طريق التلسكوب العاكس العملاق (وقتها)عام 1840
وفي سنة 1900 توصل الفيزيائي الألماني ماكس بلانك Max Planck للنظرية الكمومية quantum theory التي بينت كيف أن الجسيمات الدون ذرية تكون الذرات وكيف أن الذرات تتفاعل معا لتكوين المركبات الكيميائية . وبعده جاء البرت إينشتين Albert Einstein وأعلن نظريتي النسبية العامة والخاصة. وفي سنة 1934 توصل العالم الفيزيائي الإيطالي – الأمريكي إنريكو فيرمي Enrico Fermi لكيفية إرتطام نيترون بذرات العناصر بما فيها عنصر اليورانيوم .و بدون تدخل أي شحنات كهروبائية . ففي هذه التجارب إتحدت النيترونات مع أنوية اليورانيوم . وهذا أحدث إنشطارا نوويا أسفر عنه طاقة نووية هائلة. والعلماء في الفيزياء عرفوا أن الذرات تتكون من 12جسيم أساسي كالكواركات quarks واللبتونات leptons .وهذه الجسيمات الأساسية تتحد معا بطرق مختلفة مكونة مختلف المواد المعروفة لنا . فالتطور في فيزياء الجسيمات particle physics له صلة بالتقدم العلمي في علم الكون . حيث بين عام 1920 عالم الفيزياء المريكي إدوين هبل Edwin Hubble أن الكون يتمدد . وحاليا العلماء يعتقدون في نظرية الإنفجار الكبير Big Bang Theory منذ 10 –20 بليون سنة في تولد الكون من إنفجار كبير . ونهايته مثار جدل حتي الآن . .

ومنذ سنة 1950 انهالت الإكتشافات والأحداث الفضائية والأقمار الصناعية .وأرسلت روسيا سبوتنيك أول قمر صناعي عام 1957 للفضاء . وفي نفس العام كان يوري جاجارين الروسي أول من يدور به حول الأرض . وفي سنة 1969 هبط أول إنسان أمريكي فوق القمر. وأرسلت أمريكا ما بين سنتي 1960 و1970مسابر مارينر الفضائية لإستكشاف كواكب عطارد والزهرة والمريخ . وقد نجحت هذه المسابر في التمهيد للوصول لبقية الكواكب بالمجموعة الشمسية . واستخدمت أمريكا مكوك الفضاء . واكتشف التلسكوبات ولاسيما التلسكوبات العملاقة فتوغل من خلالها لأعماق الكون. قرأي ما لم يره بشر من قبل من مجرات عملاقة وبلايين النجوم . واستطاع من خلال تقنياته المتطورة إرسال مركبات ومسابر فضائية جهزت بأحدث ماتوصل إليه العلم الحديث .ووصل الإنسان في النصف الثاني من القرن العشرين للقمر وتجاوز فيه إسار جوه المحيط بالأرض لينطلق في عصر الفضاء لأول مرة في تاريخ البشرية .
تقويم
كان وجه القمر أول ميقاتي عرفه اليشر منذ عصر ماقبل التاريخ . وقد كان بداية ظهرر التقويم في العصر الباليوثي (مادة)الأخير. والنباتات تنمو حسب دورات الشمس وفصولها السنوية وليست حسب دوارات القمر. وكان قدماء المصريين قد ربطوا تقويمهم بفيضان النيل والزراعة كان يوجد أجندة دينية لدي الأزتك (مادة) مكونة من 260يوم عليها هذه المعلومات . وكانت الأيام المقدسة لتكريم الآلهة كان لها أجندة للتقويم الشمسي ، مكونة من 365 يوم . وهذا التقويم كان متبعا لدي الأولمك والمايا والزابوتك في أمريكا الوسطي . . ومن أشهر تماثيل الأزتك حجر التقويم الذي يزن 22طن وقطره 3,7متر . ويمثل الكون والعالم بالنسبة للأزتك . ففي وسط الحجر منقوش صورة وجه الشمس ويحيط بها دوائر مصممة لترمز للأيام والسموات. . وكان للأوزتك تقويمهم . وكان تقويمادينيا وفلكيا. وكان يتكون من السنة المقدسة والسنة المدنية . وكانت الستة المقدسة تتكون من 200يوم . والسنة المدنية كانت مكونة من 360 بوم . لأنها مرتبطة بالسنة الشمسية ، وكان بضم بعدها 5أيام لكل ستة مدنية .وكانت هذه الأيام الخمسة تخصص للأغراض الدينية . وكلا السنتين كانتا مقسمتان لشهور وأسابيع . وكان الشهر 20 يوما والإسبوع 13 يوما . وكان تقويم المايا مرتبط بالزراعة . ويعتمد علي الملاحظات الفلكية . وكان يصحح مرة كل 52سنة . وكان فلكيو المايا يقومون بعمليات حسابية صعبة من بينها تحديد اليوم والإسبوع من التاريخ التقويمي لأي سنة منذ آلاف السنين في الماضي او المستقبل . وكانوا يستخدمون مقهوما للصفر رغم عدم وجود الحساب والكسور العشرية. وعرفت جضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية ) كما عرفت التقويم عام 613ٌ.م. . والسنة الماياوية 18 شهر كل شهر 20 يوم . وكان يضاف للسنة 5 أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية وعرفوا الحساب . وكان متطورا . فالوحدة نقطة والخمسة وحدات قضيب والعشرون هلال . وكانوا يتخذون اشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية . . وكان الفلكيون القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب . وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية . وكانت ملاحظات الفلكيين تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية ، ولاسيما في الزراعة أو الحرب . وحسب الفلكيون سنة كوكب الزهرة 583,92 يوم (584 يوم). وكانت الأيام حسب الرقم 20 أساس الحساب الماياوي . وقد وجدت تواريخ منقوشة علي الحجر
التنجيم
هو علم التنبؤ الغيبي . وقد نشأ في بلاد مابين النهرين بشمال العراق. وكان أحد فروع علم الفلك. وكان يعني بالطالع للتعرف عل أمور مستقبلية . ومارس السومريون والبابليون فن التنجيم من خلال مراقبة الشمس والقمر والنجوم والمذنبات وأقواس قزح للتنبؤ بالأوبئة والمحاصيل والحروب . وفي سنة 1000 ق.م.أصبح لدي البابليين والآشوريين مجموعة دلائل نجمية للقياس التنبؤي عليها . فحددوا من خلالها الأيام السيئة الطالع وأيام السعد. وكان القواد في المعارك يستعينون بالمنجمين لتحديد مواعيد المعارك الحربية . ولأنهم كانوا يعتقدون أن الفرد حياته ومصيره مرتبطان بالنجوم والكواكب.وكان قدماء المصر يين والبابليين يعتقدون أن هذه النجوم والكواكب تؤثر علي الحياة فوق الأرض.وانتقل التنجيم للأغريق من بلاد الفرس و مابين النهرين. وكان يلقن بواسطة الكهنة بالمعابد . وكان لكل من قدماء المصر يين والبابليين فلكهم الخاص بهم .فلقد عثر علي تقاويم فوق أغطية التوابيت الفرعونية ترجع لسنة 2000-1600ق.م.ووجد أن أسقف المقابر المملكة الحد يثة فد زينت بصور النجوم التي كانت تري بالسماء وأطلق عليها أسماؤها . كما وجد في بلاد ما بين النهرين تشكيلات لصور النجوم .وكان البابليون يتنبؤن بدقة بالخسوف والكسوف للشمس والقمر . وتاريخ الفلك يبدأ منذ عصر ماقبل التاريخ حيث كان الإنسان الأول قد شغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر وتتابع الليل حيث يظهر الظلام و تظهر النجوم وحيث يتبعه النهار لتتواري في نوره . وكان يعزي هذا للقوي الخارقة لكثير من الآلهة . فالسومريون كانوا بعتقدون أن الأرض هضبة يعلوها القبة السماوية . وتقوم فوق جدار مرتفع علي أطرافها البعيدة . واعتبروا الأرض بانثيون هائل تسكن فوق جبل شاهق . والابليون إعتقدوا أن المحيطات تسند الأرض والسماء . والأرض جوفاء تطفو فوق مياهها ومركزها بها مملكة الأموات . لهذا ألهت الشمس والقمر وتصورت الحضارات القديمة أنهما يعبران قية السماء فوق عربات تدخل من بوابة مشرق الشمس وتخرج من بوابة مغرب الشمس . وهذه المفاهيم بنيت علي أساسها إتجهات المعابد الجنائزية . وكان قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيل طويل يتوسطها نهر النيل الذي ينبع من نهر أعظم يجري حولها تسبح فوقه النجوم الآلهة . والسماء ترتكز علي جبال بأركان الكون الأربعة وتتدلي منها هذه النجوم . لهذا كان الإه رع يسير حول الأرض باستمرار . ليواجه الثعبان أبوبي( رمز قوي الظلام الشريرة ) حتي يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء . وهناك يهزم رع ويسقط. فيحل الظلام . وفي الصباح ينتصر رع علي هذه القوي الشريرة . ويستيقظ من جهة الشرق . بينما حورس إله القمريسير بقاربه ليطوف حول العالم . وكان القمر بعتبر إحدي عينيه. و يلاحقه أعداؤه لفقيءهذه العين بإلقائها في النيل وينجحوا مجتمعين في هذه المهمة فيظلم الفمر . لكن الإله رع يهب لنجدة عين حورس (القمر) ويعيدها لحورس . وكان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في أركانها أعمدة ترفع مظلة (السماء) وبلاد الصين تقع في وسط هذه العربة ويجري النهر السماوي(النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة ز ويقوم السيد الأعلي المهيمن علي أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال بينما التنينات تفترس الشمس والقمر. لكن في القرن الثاني ق.م. وضع الفلكي الصيني(هياهونج) نظرية السماء الكروية حيث قال أن الكون بيضة والأرض صفارهاوقبة السماء الزرقاء بياضها . والكلدانيون من خلال مراقبتهم لحركة الشمس ومواقع النجوم بالسماء وضعوا تقويمهم. واستطاعوا التنبؤ من خلال دورتي الشمس والقمر بحركتيهما ما مكنهم من وضع تقويم البروج حيث ريطوا فيعا بين الإنسان وأقداره. وأخضعوا فيها إخضاع حركات النجوم لمشيئة الآلهة . لهذا توأموا بين التنجيم والفلك . ومن خلال تقويم البروج تمكنوا من التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر . لكنهم لم يجدوا لها تفسيرا . وكان تقويمهم يعتمد أساسا علي السنو القمرية التي لم تكن تتوافق مع الفصول المناخية . وكان قدماء المصريين منذ 3000 سنة ق.م. أمكنهمة الفيام بالرصد الفلكي وقياس الزمن وتحديده من خلال السنة والأشهر . وبنوا الأهرامات أضلاعها (وجوهها)متجهة للجهات الأربع الأصلية . ومن خلال هذا نجدهم قد حددوا الشمال الحقيقي . والفلك الفرعوني لم يتهموا به عكس بلاد الرافدين ولاسيما بالدورة القمرية . واهتموا بالشمس لأنها كانت ترمز للإله رع . وكان فلكيو المايا يقومون بعمليات حسابية صعبة من بينها تحديد اليوم والإسبوع من التاريخ التقويمي لأي سنة منذ آلاف السنين في الماضي او المستقبل . وكانوا يستخدمون مقهوما للصفر رغم عدم وجود الحساب والكسور العشرية. وعرفت جضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية) كما عرفت التقويم عام 613ٌ.م. . والسنة الماياوية 18 شهر كل شهر 20 يوم . وكان يضاف للسنة 5 أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية وعرفوا الحساب . وكان متطورا . فالوحدة نقطة والخمسة وحدات قضيب والعشرون هلال . وكانوا يتخذون اشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية . . وكان الفلكيون القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب . وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية . وكانت ملاحظات الفلكيين تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية ، ولاسيما في الزراعة أو الحرب . وحسب الفلكيون سنة كوكب الزهرة 583,92 يوم (584 يوم). وكانت الأيام حسب الرقم 20 أساس الحساب الماياوي . وقد وجدت تواريخ منقوشة علي الحجر
] فلك
علم الفلك من اوائل العلوم التي نشأت في فجر البشرية وهو علم يهتم بمراقبة و دراسة الاحداث التي تقع خارج الكرة الارضية و غلافها الجوي و علم التنبؤ بالظواهر الفلكية، يدرس علم الفلك بدايات الاجسام التي يمكن مراقباتها في السماء (خارج الارض)، و تطورها و خصائصها الفيزيائية و الكيميائية، والاحداث المرافقة لها.كان يلقن بواسطة الكهنة بالمعابد. وكان لكل من قدماء المصريين والبابليين فلكهم الخاص بهم. فلقد عثر علي تقاويم فوق أغطية التوابيت الفرعونية ترجع لسنة 2000-1600ق.م.ووجد أن أسقف المقابر المملكة الحديثة فد زينت بصور النجوم التي كانت تري بالسماء وأطلق عليها أسماؤها. كما وجد في بلاد ما بين النهرين تشكيلات لصور النجوم. وكان البابليون يتنبؤن بدقة بالخسوف والكسوف للشمس وال[قمر]]. وتاريخ الفلك يبدأ منذ عصر ماقبل التاريخ حيث كان الإنسان الأول قد شغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر وتتابع الليل حيث يظهر الظلام و تظهر النجوم وحيث يتبعه النهار لتتواري في نوره . وكان يعزي هذا للقوي الخارقة لكثير من الآلهة. ف[السومريون]] كانوا بعتقدون أن الأرض هضبة يعلوها القبة السماوية. وتقوم فوق جدار مرتفع علي أطرافها البعيدة. واعتبروا الأرض بانثيون هائل تسكن فوق جبل شاهق. والبابليون إعتقدوا أن المحيطات تسند الأرض والسماء. والأرض جوفاء تطفو فوق مياهها ومركزها بها مملكة الأموات. لهذا ألهت الشمس والقمر وتصورت الحضارات القديمة أنهما يعبران قية السماء فوق عربات تدخل من بوابة مشرق الشمس وتخرج من بوابة مغرب الشمس. وهذه المفاهيم بنيت علي أساسها إتجهات المعابد الجنائزية. وكان قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيلة طويلة يتوسطها نهر النيل الذي ينبع من نهر أعظم يجري حولها. تسبح فوقه النجوم الآلهة. والسماء ترتكز علي جبال بأركان الكون الأربعة. و تتدلي منها هذه النجوم. لهذا كان الإله رع يسير حول الأرض باستمرار. ليواجه الثعبان أبوبي( رمز قوي الظلام الشريرة ) حتي يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء. وهناك يهزم رع ويسقط. فيحل الظلام. وفي الصباح ينتصر رع علي هذه القوي الشريرة. ويستيقظ من جهة الشرق. بينما حورس إله القمر يسير بقاربه ليطوف حول العالم. وكان القمر بعتبر إحدي عينيه. و يلاحقه أعداؤه لفقيء هذه العين بإلقائها في النيل وينجحوا مجتمعين في هذه المهمة فيظلم القمر. لكن الإله رع يهب لنجدة عين حورس (القمر) ويعيدها لحورس. وكان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في أركانها أعمدة ترفع مظلة (السماء) وبلاد الصين تقع في وسط هذه العربة ويجري النهر السماوي (النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة ويقوم السيد الأعلي المهيمن علي أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال بينما التنينات تفترس الشمس والقمر. لكن في القرن الثاني ق.م. وضع الفلكي الصيني(هياهونج) نظرية السماء الكروية حيث قال أن الكون بيضة والأرض صفارها و قبة السماء الزرقاء بياضها. والكلدانيون من خلال مراقبتهم لحركة الشمس ومواقع النجوم بالسماء وضعوا تقويمهم. واستطاعوا التنبؤ من خلال دورتي الشمس والقمر بحركتيهما ما مكنهم من وضع تقويم البروج حيث ريطوا فيعا بين الإنسان وأقداره. وأخضعوا فيها إخضاع حركات النجوم لمشيئة الآلهة. لهذا توأموا بين التنجيم والفلك. ومن خلال تقويم البروج تمكنوا من التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر. لكنهم لم يجدوا لها تفسيرا. وكان تقويمهم يعتمد أساسا علي السنو القمرية التي لم تكن تتوافق مع الفصول المناخية. وكان قدماء المصريين منذ 3000 سنة ق.م. أمكنهمة القيام بالرصد الفلكي وقياس الزمن وتحديده من خلال السنة والأشهر. وبنوا الأهرامات أضلاعها (وجوهها)متجهة للجهات الأربع الأصلية. ومن خلال هذا نجدهم قد حددوا الشمال الحقيقي. والفلك الفرعوني لم يتهموا به عكس بلاد الرافدين ولاسيما بالدورة القمرية. واهتموا بالشمس لأنها كانت ترمز للإله رع .
[عدل] دوائر الحجر
دوائر الحجر : The stone circles في الفلك نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في العالم وقبل عصر بناء الأهرامات منذ فترة زمنية حسب الشمس والنجوم حيث أقاموا الشواهد الحجرية ميجوليثات (مادة) . وهي عبارة عن دائرة من الحجر أقيمت منذ 7000 سنة قي جنوب الصحراء الغربية بمصر .قبل مواقع الميجوليثات(مادة) بإنجلترا وبريتاني وأوربا بألف سنة كموقع ستونهنج(مادة) الشهيرة . وقد أكتشف موقع نبتة (مادة) منذ عدة سموات. ويتكون من دائرة حجرية صغيرة .وبه عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنهامائلة علي بعد ميل من الموقع وبعضها بإرتفاع 9قدم . وكل بلاطة مدفونة بالتربة وهي فوق صخرة منبسطة . وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة ويحدد الإعتدال الشمسي. وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط من مبجوليثات مائلة . وكان هذا الموقع قد بني علي شاطيء بحيرة المتجمع بها ماء المطر بالصيف وقتها. حيث دانت قطعان المواشي تنهال لنبتة في العصر الحجري الحديث منذ 10 آلاف سنة .وكان البدو الرعاة يفدون إليها كل موسم أمطارحتي منذ 4800سنة حيث إنحسرن الرياح الموسمية باتجله جنوب غلاب لتصبح المنطقة جرداءوكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها 12قدم تضم أربعة مجموعات من البلاطات القائمة حيث يمكن رؤية الأفق . وكانت مجموعتان تتجها ناحية الشمال والجنوب والمجموعتان الأخريتان تتجها ناحية أفق الإعتدال الشمسي الصيفي .(أنظر: ستونهنج). ومن الميجليثات معبدأبو سمبل :Abu simbul . موقع أثري يوجد ببطن الجبل جنوبي أسوان. ويتكون من معبدين كبيرين نحتا في الصخر . وقد بناه الملك رمسيس الثاني عام 1250 ق.م.وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة . تمثل الملك بارتفاع 60 قدما وباب يفضي الي حجرات طولها 180قدما . وقد أنقذت هذه الآثار من الغرق لبناء السد العالي . وقد تم رفعها عام 1965 .
[عدل] حجارة ستونهنج
ستونهنج: Stonehenge.أثرحجري يرجع لعصر ماقبل التاريخ في سهل ساليسبري بجنوب غرب إنجلترا. يرجع تاريخه لأواخر العصر الحجري وأوائل عصر البرونز (3000ق.م. –1000ق.م. ). وهذا الأثر رغم شهرته حاليا أصبح أطلالا . ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة محاطة بتل ترابي دائري . ويعتبر ستونهنج من أكثر الأثار الحجرية شهرة وحفاظا بين الأثار الحجرية في أوروبا .وحتي الآن لايعرف مايرمز إليه هذا الأثر. لكن البعض يحدس أنه كان مركزا إحتفاليا أو دينيا. وحاليا يعتقدأن شعب جزربريطلنيا قد بدأوا يشيدون هذا الأثر منذ 5000 سنة . وقد بينت الحفريات أن موقع ستونهنج قد بني علي ثلاث مراحل رئيسية . المرحلة الأولي تمت عام 2900ق.م. وكانت عبارة عن خندق دائري قطره 110 متر وعمقه واحد ونصف متر. وعلي حافة الخندق الدخلية بني سد به تجاويف عددها 56 تجويفا .ويقال أنها كانت لحمل أعمدة خشبية . وفي المرحلة الثانية للبناء التي استمرت من سنة 2900ق.م. –2500ق.م. أقيمت مبان خشبية حيث أقيمت أعمدة خشبية جديدة قائمة في الأرض المستوية داخل مركز الخندق الدائري . كمانصبت أعمدة في منطقة منزوية شمالي شرق الخندق حيث مدخل الموقع . وقد نقلت في المرحلة الثالثة للبناء التي استمرت حوالي 2550ق.م. – 1600ق.م. وتتكون من 80 عمود من صخور بركانية زرقاء . وهذه الأعمدة نصبت قرب مركز الموقع علي شكل دائرتين متداخلتين (أنظر : دوائر الحجر ). وكل صخرة تزن 4طن متري .وأثناء هذه المرحلة كانت الحجارة الزرقاء بالدائرتين يعاد تفكيكها وترتيبها بطريقة معقدة . وكانت حجارة رملية كبيرة قد جلبت يطلق عليها سارسين قد نصبت علي شكل دائرة قطرها 33متر وتتكون من 30 عمود حجري علي بعد 40 كم من شمال الموقع. و يطلق عليها نصب دائرة سارسين وكل عمود إرتفاعه 4متر . وفوق قمم الحجارة الثلاثين دائرة منتظمة من حجارة سارسين يطلق عليها العتبات. و مثبتة بطريقة عاشق ومعشوق (لسان في تجويف بالنقر ). ولم يبق من البناء سوي 17 عمودا قائما وفوقه6عتبات ممتدة . وداخل دائرة سارسين كان منصوبا بناء علي شكل حدوة الحصان وكانت تفتح لشمال شرق النصب بإتجاه مدخل النصب . وكان نصب الحدوة مبنينا من خمس أزواج حجارة قائمة و عملاقة من أحجار سارسين. فكل حجركان يزن 40طن متري أو أكثر وإرتفاعه 7متر فوق الأرض . لك يبق منها سوي ثلاثة أزواج . وهناك أشكال أخري مازال معظمها . ورغم وجود حوالي 1000 دائرة حجرية بالجزر البريطانية إلا أن نصب ستونهنج يعتبر أعظمها وأكبرها . ويقال ان محور حدوة الحصان والمدخل بستونهنج يشير لإتجاه الشمس بمنتصف الصيف, ويقال أنه كان يستعمل في التقويم وتحديد الإعتدالين الصيفي والشتوي .. وأفيبري أحد الأبنية الإحتفالية ويقع علي بعد 5ميل من تل سليوري بمقاطعة مارلبورو بإنجلترا . وهذا البناء الذي يرجع للعصر البرونزي يرمز لأحد المعابد المكشوفة الكبري لإي أوروبا حيث به دائرة من الحجارة وتعتبر أكبر دائرة حجرية عرفت حتي الآن ويقع بداخلها قرية أفيبري . وتتكون من 100 حجر قائم .بينها أربع مداخل باتجاه الجهات الأربعة الأصلية الشرق والغرب والشمال والجنوب . وحولها خندق كبير بعرض 12,5متر وعمقه 9متر . وداخل نطاق الدائرة الكبري دائرتان أصغر من الأحجار القائمة بداخل الدائرة الشمالية في مركزها 3أحجار قائمة والدائرة الثانية بها حجر قائم واحد . وهذه الدوائر أكبر مساحة من دوائر ستونهنج(مادة) . وهذا النصب التذكاري له طريق طويل بعرض 15متر . وطريقان طويلان يؤديان إليه. وقد صف علي جوانبهم حجارة قائمة بإرتفاع 1,5 –7,5متر . وهذه الحجارة القائمة مثبتة بعروق من الخشب

[عدل] المنظومة الشمسية
كان يطلق الإغريق علي الشمسhelios .والرومان كانوا يطلقون عليها sol . وكان بداية تكوين المنظومة الشمسية solar system منذ 4.6 بليون سنة كسحابة غازية دوارة . ومع الوقت بردت السحابة وتجمعت معا لتكون أجساما كبيرة مكونة الكواكب الأولية وما تبقي من مواد تكونت المذنبات والأجسام الفضائية التي تتجول في صمت بين المجموعة الشمسية. وبالصدفة بعد 100 مليون سنة سخنت كرة الغاز وسط السحابة بشدة وانفجرت إنفجارا نوويا شديدا لتتولدالشمس كنجم أشبه بأي نجم له سيرة حياة نهايتها الموت. وتعتبر الشمس نجم من بلايين بلايين النجوم في الكون . وكل مايحتويه جسمك من كيماويات إبتداء من الكالسيوم في عظامك حتي الزنك في شعرك قد تكونت في قلوب النجوم المستعرة طوال 12 بليون سنة . والضوء يقطع بلايين السنين ليصلنا من النجوم للأرض. و ليعطينا مؤشرا عن حجم النجم ووزنه ومكوناته الكيماوية وعمره من خلال هذا الضوء النجمي الوافد. والأقدمون لاحظوا حركات الكواكب التي كانت تري من فوق كوكب الأرض بالليل . وهذه الكواكب بخلاف الشمس وغيرها من النجوم لاينبعث منها الضوء مباشرة لأنها تسطع حيث تعكس كالمرايا ضوء الشمس . و تعتبر الشمس نجما في مركز المجموعة الشمسية يدور حولها كل الكواكب. وسطح هذه الكرة النارية المتوهجة علي الدوام درجة حرارتها 5500درجة مئوية وقلبها يصل درجة حرارته 15,6مليون درجة مئوية .والشمس حجمها كبير أكبر من حجم الأرض لدرجة يمكنها أن تستوعب أكثر من مليون أرض بداخلها. وهي تدور حول نفسها دورانا مغزليا حول محور مركزي كما يحدث في الكواكب من حولها . لكن هذا الدوران ليس بالسهولة أو الإنسيابية التي تدور بها الأرض حول نفسها. وتقع أنشطة البقع الشمسية فوق الشمس عندما تتقاطع غازاتها معا أثناء دورانها معها. والشمس دورانها ليس دورانا إنسيابيا كدوران الأرض .لأن الشمس ليست كتلة صلبة . لهذا غازات القطبين الشمسين تدور بسرعات متفاوتة بالنسبة للغازات حول خط الإستواء. مما يجعل الحقول المغناطيسية بهما تنحرف, وهذا يسبب إنحرافات مغناطيسية تظهر كبقع شمسية داكنة فوق سطح الشمس . وهذا التعقيد في الحقل المغناطيسي شديد بدرجة تجعله ينكمش ويجعل القطبين الشمالي والجنوبي يتبادلان مكانيهما . وتتكرر هذه العملية بصفة مستمرة . ويطلق عليها دورة الشمس Solar cycle. والدورة الكاملة تستغرق 22سنة. والسفر للشمس مستحيل مهما كانت شدة تحمل المركبات للحرارة العالية . وعدم إستطاعة الوصول إليها ليس بسبب شدة الحرارة فقط ولكن الرياح الشمسية حولها شديدة جدا لدرجة تغير من مسار أي مركبة تقترب من الشمس لشدة هذه الرياح .والشمس لشدة جاذبيتها جعلت الكواكب في مكانها تدور حول مركز الشمس . و تتكون المجموعة الشمسية من الشمس النجم الوحيد في مجموعتنا الشمسية ويدور حولها 9 كواكب حيث يدور حولها أكثر من 100 قمر و عدد لاحصر له من الأجسام الصغيرة كالكويبات والمذنبات . وتوجد جميعها في الوسط بين الكواكب الذي نطلق عليه تجاوزا الفضاء مكونة المنظومة الشمسية . والمجموعة الشمسية تنقسم لقسمين : 1- قسم داخلي يحتوي علي الشمس وكواكب عطارد والزهرة والأرض وقمرها والمريخ . 2- قسم خارجي يحتوي علي الكواكب الخارجية المشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو. وبصفة عامة محيطات دوران هذه الكواكب حول الشمس بيضاوية تقريبا ماعدا زحل وبلوتو فمحيطاهما تقريبا دائريا . لكن كل المحيطات التي تدور فيها الكواكب حول الشمس كلها في مستوي واحد. ويطلق عليها دائرة البروج ecliptic .ماعدا كوكب بلوتو فهو ينحرف قليلا عن هذا المستوي . وكل هذه الكواكب تدور في إتجاه واحد بإتجاه عكس عقارب الساعة . وهناك المذنبات asteroids وهي عبارة عن أجسام صخرية صغيرة داخل النظام الشمسي وتدور حول الشمس ولاسيما مابين كوكبي المريخ والمشتري وفي أماكن أخري وحول الشمس ذاتها . والكويكبات (تصغير كلمة كوكب) وهي عبارة عن أجسام جليدية تأتي من خارج المجموعة الشمسية أو تخرج منها . ومداراتها طوبلة جدا ومنتشرة بطريقةغير منظمة و مبعثرة داخلها .وبعض الكويكبات تنتهي بالفشل بحيث لايمكن تفرقتها عن المذنبات . وهناك الأقمارالتابعة للكواكب التي تدور حول كوكبها الخاص بها كما يفعل قمر الأرض. ومحيط دورانها في مستوي دوران الكواكب وأحجامها مختلفة .وهناك أقمار عديدة أكبر من كوكب بلوتو. و قمران أكبر من كوكب عطارد . وهناك أقمار تصطاد المذنبات التي تحدث بها فوهات وندوب وحفر . ولأن الأرض تابعها قمر واحد وكوكب بلوتو يتبعه كوكب شارون الوحيد . لهذا يطاق علي كوكبي الأرض وبلوتو كواكب مزدوجة .
نظرة عامة

كان الفلكيون القدماء مشغولين بمحيط الفضاء منذ آلاف السنين. فلاحظوا نقطا مضيئة تتجول بين النجوم في السماء فأطلقوا عليها الكواكب السيارة . وأطلقوا عليها أسماء رومانية هي :
- Jupiter(المشتري) ومعناه ملك الآلهة . - Mars( المريخ) ومعناه إله الحرب . - Mercury(عطارد) ومعناه بالرومانية رسول الآلهة . - Venus(الزهرة ) ومعناها بالرومانية إله الحب والجمال . - Saturn (زحل) ومعناه أبو جوبتر وإله الزراعة . وقد لاحظ الفلكيون القدماء الكويكبات و الشهب التي لها ذيل متوهج وهي تتهاوي . وأطلق عليها العرب النجمة أم ذيل .
وكان القدماء يعتقدون أن الأرض مركز الكون. وكل النجوم بما فيها الشمس تدور حولها . لكن كوبرنيق في القرن 16 أثبت بما لايدع مجالا للشك أن الأرض والكواكب في مجموعتنا الشمسية تدور في محيطاتها حول الشمس . ولم يصدقه علماء الفلك حتي جاء نيوتن ووضع قوانين الحركة .وقد تبدو الأرض لنا أنها مكان جميل وكبير . بينما كوكب المشتري أثقل منها 317 مرة و كوكب زحل يكبرها وزنا 95مرة . ورغم كبر هذه الكواكب نجد الشمس تضم وحدها 99,98%من كتلة المجموعة الشمسية لشدة جاذبيتها . والشمس تكبر عن الأرض حوالي 109 مرة في الحجم .وبعد إختراع التلسكوب (المقراب) أكتشفت ثلاثة كواكب في المجموعة الشمسية . هي كوكب أورانوس (عام 1781) وكوكب نبتون (عام 1864) وكوكب بلوتو (عام 1930) . كما إكتشفت آلاف من الأجسام الصغيرة الحجم كالمذنبات والكويكبات .
ويطلق علي الأربعة كواكب القريبة من الشمس ( عطارد والزهرة والأرض والمريخ ) كواكب أرضية . لأن لها صخور علي سطحها وهذه الكواكب الأربعة الصخرية والتي يطلق عليها الكواكب الأربعة الأرضية صغيرة نسبيا وهي مكونة من نفس المواد الموجودة فوق الأرض. والأربعة كواكب فيما وراء مدار المريخ وهي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون يطلق عليها الكواكب العملاقة الغازية لأنها كواكب غازية ولا يوجد فوقها أرض لنقف فوقها. وتصنف الكواكب أيضا حسب خواصها الطبيعية . فالكواكب الأربعة الأرضية عطارد والزهرة والأرض والمريخ يطلق عليها الكواكب الشبيهة بالأرض أو الكواكب الداخلية لأن مداراتها داخل مدار الأرض حول الشمس .وهي ثقيلة وصغيرة الحجم وصخرية القشرة وجامدة وفي قلبها مصهورات معدنية ماعدا عطارد فجوه غازي يتسرب منه العناصر الخفيفة لقلة قوة جاذبيته . عكس الكواكب العملاقة الغازية التي تقع وراء مدار الأرض والتي يطلق عليها الكواكب المشترية Jovian planets .كلها أحجامهاوكتلاتها كبيرة لكن كثافتها قليلة ويعتبر المشتري أثقل الكواكب مجتمعة .: فكتلته أثقل من الأرض 318مرة وحجمه أكبر من حجمها 1300مرة مما جعل كثافته أقل وتعادل ربع كثافة الأرض . وزحل كتلته تعادل 95مرة وزن الأرض وكثافته أقل من كثافة الماء التي تعادل 1 جم/ سم3. فالكواكب المشترية الغازية العملاقة جوها كثيف ويتكون من الهيدروجين ومركباته والهيليوم. وتتكون هذه الكواكب من غازات وسوائل وليس فيها ماء . ولها حلقات حولها وأقمار عديدة . وهذه الحلقات مكونة من غازات الهدروجين والهيليوم وجليد ماء وأمونيا وميثان وأول أكسيد الكربون . وكوكب بلوتونجده يوجد علي حافة المنظومة الشمسية. و يعتبره الكثيرون مذنبا كبيرا وليس كوكبا . لأن مكوناته أشبه بمكونات المذنب الذي يتكون عادة من جليد وصخور لكن مداره يختلف تماما عن مدارات المذنبات وبقية الكواكب . وأبعد الكوا كب التسعة كوكب بلوتو وهو أصغرهم لكنه مغط بالجليد الصلب بنسبة أكبر من الكواكب الأرضية الأربعة.

كما أن هذه الكواكب الأرضية يطلق عليها الكواكب السفلي أو الكواكب الداخلية لأن مداراتها تقع بين الأرض والشمس والكواكب العملاقة الغازية يطلق عليها الكواكب العليا لأن مداراتها خلف مدار الأرض .والكواكب الأرضبة الأربعة عطارد والزهرة والأرض والمريخ تشبه الأرض في أحجامها ومكوناتها الكيماوية وكثافتها . لكن فترة دورانها حول نفسها متراوحة. فبينما نجد المريخ والأرض يدوركل منهما حول نفسه دورة كاملة كل 24ساعة نجد الزهرة تدور حول نفسها في 249 يوم.

والكواكب العملاقة الغازية كالمشتري وزحل وأورانوس ونبتون نجدها أكبر حجما من الكواكب الأرضية وغلافها الجوي سميك وغازي. وكثافتها أقل ومدة دورانها حول نفسها تتراوح مابين 10ساعات للمشتري و15ساعة لنبتون . وهذا الدوران السريع يتسبب في تفلطح القطبين بنسبة 2% -10%مما يجعل الكوكب بيضاويا .

و تقريبا كل كوكب وبعض الأقمار لها جو محيط بها. فكوكب الأرض جوها المحيط بها يتكون أساسا من الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون. وكوكب الزهرة جوه به نسبة عاليةوكثيفة من غاز ثاني أكسيد الكربون وآثار من الغاز السام ثاني أكسيد الكبريت مما يصعب الحياة به . بينما جو كوكب المريخ به غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة قليلة .لكن كواكب زحل وأورانس ونبتون بها نسبة عالية من غازي الهيدروجين والهليوم . وعندما يقترب كوكب بلوتو من الشمس يترقرق جوه وعندما يبتعد عنها في مداره يتجمد وينكمش ويسلك كالمذنب . ولو زرت كوكبا من الكواكب التسعة سيختلف عمرك ووزنك فوقه . لأن لكل كوكب جاذبيته الخاصة وسنينه وأيامه التي تختلف مدتها من كوكب لآخر . كما أنه يختلف في ضغطه الجوي وطول مداره حول الشمس وجاذبيته وحرارته ومكونات جوه وكثافته .

ويوجد أكثر من 100 قمر تدور حول كواكبهاالمختلفة في مجموعتنا الشمسية وهي تتراوح في حجمها بين أجسام أكبر من قمرنا إلي أجسام صغيرة . وكثير من هذه الأقمار قد إكتشفتها المركبات الكوكبية الفضائية وصورتها. وبعضها لها جو محيط كقمر تيتان حول زحل. وأخري جوها عبارة عن مجالات مغناطيسية كقمر جينميد حول كوكب المشتري. ويعتبر من أكثر الأقمار نشاطا بركانيا في المجموعة الشمسية. و سطح القمر أوروبا حول كوكب المشتري متجمد بينما قمره جينميد يشهد كما يبدو في الصور حركة في الصفائح الجليدية بسطحه . وبعض الأقمار الكوكبية عبارة عن مذنبات أسرتها جاذبية الكوكب نفسه واعتبرت أقمارا تابعة لكواكبها كقمري فوبوس وديموس حول المريخ و أقمار حول كوكب المشتري وقمر فوب حول كوكب زحل وأقمار كوكب أورانوس الجديدة وقمر كوكب نبتون نيريد . .

فمنذ عام 1610 وحتي عام 1977 كان يظن أن كوكب زحل هو الكوكب الوحبد الذي له حلقات حوله . لكن حاليا نعرف أن الكواكب المشتري وأورانوس ونبتون لها نظام حلقي رغم أن كوكب زحل أكبر هذه الكواكب الحلقية . ومكونات هذه الحلقات تختلف أجسامها في الحجم من الغبار والصخور والقطع الثلجية . ومعظم الكواكب لها مجالات مغناطيسية تمتد في الفضاء حول كل كوكب وهذه المجالات تدور مع دوران الكوكب نفسه لتكنس معها الجسيمات المشحونة حوله . والشمس لها أيضا مجالها المغناطيسي حولها والذي يجذب كل المجموعة الشمسية بداخله .
[عدل] الكواكب التسعة
1- عطارد : Mercury أقرب الكواكب للشمس. يظهر سريعا في سماء صباحه ويختفي سريعا في سماء مسائه.ولايري من الأرض لأنه يظهر لعدة أيام في السنة حيث لايشرق فوق الأفق. ولو سافرت لعطارد مثلا فإن وزنك لن يزيد عن وزنك علي الأرض. ليس هذا سببه مدة الرحلة التي ستقطعها فوق مركبة الفضاء ولكن لأن عطارد حجمه أقل من حجم الأرض .لهذا جاذبيته أقل من جاذبية الأرض . فلو وزنك فوق الأرض 70كيلوجرام ففوق عطارد سيكون 27 كيلوجرام . ولقربه الشديد من الشمس فإن الشخص فوقه سيحترق ليموت .ولأنه يدور حول نفسه ببطء شديد فإنه يصبح بالليل باردا جدا لدرجة التجمد. وبسطحه ندبات وفوهات براكين ووديان . وعطارد ليس له أقمار تابعة له . وهو قريب جدا من الشمس لهذا جوه المحيط صغير جدا وقد بددته الرياح الشمسية التي تهب عليه وهذا يبين أن ثمة هواء لايوجد فوق هذا الكوكب الصغير . - درجة حرارته العليا (465درجة مئوية) والصغري (-184) - جوه به غازات الهيدروجين والهليوم .
2- الزهرة :Venus
مكان غير مستحب. به رياح شديدة ومرتفع الحرارة . وتقريبا كوكب الزهرة في مثل حجم الأرض لهذا يطلق عليه أخت الأرض حيث وزننا سيكون تقريبا مثل وزننا علي الأرض . فلو كان وزنك 70 كيلوجرام فسيكون هناك 63كيلوجرام . وتغطيه سحابة كثيفة تخفي سطحه عن الرؤية وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس . ويعتبر كوكب الزهرة أسخن كواكب المجموعة الشمسية . وهذا الكوكب يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة و الجبال والوديان. والخلاف الأساسي بينهما أن جوه حار جدا لايسمح للحياة فوقه . كما أنه لايوجد له قمر تابع كما للأرض . - متوسط حرارته 449 درجة مئوية . - جوه به ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين .
3- الأرض : Earth يطلق عليها بالإغريقية Geia. وتعنبر الأرض أكبرالكواكب الأرضية الأربعة في المجموعة الشمسبة الداخلية . وهي الكوكب الوحيد الذي يظهر به كسوف الشمس.ولها قمر واحد وفوقها حياة وماء .وتعتبر أرضنا واحة الحياة حتي الآن حيث تعيش وحيدة في الكون المهجور . وحرارة الأرض ومناخها وجوها المحيط وغيرهم قد جعلتنا نعيش فوقها. وللأرض قمر واحد يطلق عليه لونا (Luna) . - متوسط درجة حرارتها 7,2 درجة مئوية . - جوها به أكسجين ونينروجين وآرجون .

4- المريخ :Mars
يطلق عليه الكوكب الأحمر .أقل من الأرض حجما.ولو كان وزنك فوقها 70كيلوجرام يصبح وزنك فوق المريخ 27 كيلوجرام . وتدل الشواهد أن بالمريخ كان يوجد أنهار وقنوات وبحيرات وحتي محيطات مائية . وتسرب مياه المريخ سببه أنها ظلت تتبخر بصفة دائمة . واليوم المياه الموجودة إما مياه متجمدة في قلنسوتي القطبين بكوكب المريخ أو تحت سطح أرضه .وللمريخ قمران هما ديموس وفوبوس . وبه جبال أعلي من جبال الأرض ووديان ممتدة . وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يطلق عليه أوليمبس مونز . - درجة حرارته العليا 36 درجة مئوية ودرجة حرارته الصغري -123 درجة مئوية . - حوه المحيط به ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والآرجون . .
5- المشتري: Jupiter
أكبر الكواكب. فحجمه 1300 مرة حجم الأرض. و له 16 قمر. ويطلق عليه بالإغريقية زيوس ملك الآلهة . ولو كنت فوق المشتري فسيصبح وزنك ثقيلا جدا . فلوكان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجرام فسيكون فوق كوكب المشتري 185 كيلوجرام . وعلي سطحه تظهر بقعة حمراء كبيرة وهي عبارة عن عاصفة هوجاء عنيفة تهب منذ 300 سنة وتجتاح منطقة أكبر من مساحة الأرض. ويتميز سطح المريخ بأنه سائل مكونا محيطا سائلا من الماء والهيدروجين. وغلافه المحيط كلما إقترب من الكوكب زادت كثافته حتي يصبح جزءا من سطحه . لهذا لايعتبر للمريخ سطح يمكن طفو قارب فوقه . وللمريخ 28 قمر. ومن أشهرها أوروبا و إيو وجيناميد وطيبة وكاليستوومينس. والمريخ سريع الدوران حول نفسه . لهذا يتتابع ليله مع نهاره كل 10-ساعات. لهذا السبب فإن وسطه ممطوط وليس مستديرا .والكوكب يبدو قصيرا وسمينا وهذا أشبه بعمل شريحة من الفطير عندما يفردها بسرعة الفطاطري . - متوسط حرارته –153 درجة مئوية . - جوه من الهبدروجين والهيليوم والميثان .
6- زحل : Saturn
يري كوكب زحل من الأرض وحوله حلقات.كبيرة من الثلوج والتراب.والأقمار الصغيرة. ولأن هذا الكوكب أكبر من الأرض فان وزنك لوكان 70 كيلوجلرام فوقها فإنه يصبح 82 كيلوجرام فوق زحل . ومنظر زحل جميل عندما يري من الأرض حيث تزينه حلقاته التي حوله والتي تسع 169800ميل . والكوكب يشبه المريخ ولكنه أصغر منه. وتحت سحب غازي الميثان والهيليوم تصبح السماء سائلا حتي تصبح محيطا هائلا من السائل الكيماوي . وحول الكوكب 30 قمر يرافقه وهو أكبر عدد حول كوكب من كواكب المجموعة الشمسية . وأشهر هذه الأقمار بان وأطلس وبروميسيس وباندورا وإبيسيس وجانوس وميماس .وحول زحت عدة مئات من الحلقات وليس هو الوحيد حوله هذه الحلقات . فتوجد أيضا حول المشتري واورانوس ونيتون . - متوسط درجة حراته – 184 درجة مئوية . - جوه مكون من الهيدروجين والهليوم والميثان .
7- أورانوس : Uranus
كوكب عملاق يتكون من الغاز . حوله حلقات خافتة.لم يكتشف بعد.الوحيد الذي يميل علي جانبه وليس معتدلا. وكلمة أورانوس في الإغريقية معناها ملك السموات أو ملك الآلهة وزوج الأرض حتي خلعه ابنه زحل (ساترن) . ولو سافرنا في صاروخ فإنه يستغرق سنوات للوصول لكوكب زحل . ولأن أورانوس أكبر من الأرض. فلو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجرام ففوق زحل سيصبح وزنك 82كيلوجرام . ويعتبر كوكب زحل كوكبا شاذا ومختلفا عن بقية كواكب ومعظم أقمار المجموعة الشمسية. لأنه يدور مغزليا علي جانبه . وقد يكون به محيط ماء تحت سحبه. وقلبه كبير وصخري. ولوجود ضغط عليه يرجح وجود تريوليونات من كتل ماس كبيرة . ويشبه زحل الكوكب نبتون . وله 21قمر خمسة منها كبيرة . وأهمها كورديلا وأوفيليا وبيانكا وكريسيدا وبورتيا وبليندا وتيتانيا وغيرها . - درجة حرارته العليا – 184 درجة مئوية . - جوه به هيدروجين وهيليوم وميثان .
8- نبتون :Neptune
نبتون معناها بالإغريقية إله الماء .ويطلق عليه الكوكب الأزرق . ولو كان وزنك فوق الأرض 70كيلوجرام يصبح فوق نبتون 84 كيلوجرام . ويجتاح نبتون عاصفة هوجاء أشبه بالعاصفة التي تجتاح كوكب المشتري ويطلق علي عاصفة نبتون البقعة المظلمة العظمي . ولايعرف منذ متي نشبت لأنها بعيدة ولاتري من الأرض. وقد إكتشفتها مؤخرا المسابر الفضائية الإستكشافية . وحول نبتون ست حلقات تدور حوله . له أقمار أهمها تريتون الذي تنبعث فوقه حرارة . وحتي الآن أمكن التعرف علي 8 أقمار تابعة له. وأشهرها قمر كاليبان وسيكوراكس ويروسبير وستيبوس وغيرها . ويظن العلماء أنه يوجد تحت سحب نبتون محيط من الماء أشبه بمحيط أورانوس . - متوسط حرارته – 223درجة مئوية . - جوه مكون من الهيدروجين والهيليوم والميثان .

9- بلوتو :Pluto
أبعد الكواكب من الشمس لدرجة لاتري من فوقه.له قمر شارون وحجمه كحجم بلوتو تقريبا وهو قمره الوحيد . وكلن الرومان يعتقدون أن الإله بلوتو هو إله العالم السفلي . ولو كنت إفتراضا فوق بلوتو ووزنك فوق الأرض 70 كيلوجرام فسيصبح وزنك 4كيلوجرام . وبلوتوحجمه يصغر عن لأحجام سبعة أقمار في المجموعة الشمسية. ومن شدة صغره كثير من علماء الفلك لايعتبرونه من الكواكب بل البعض حاولوا إعتباره مذنبا . وبلوتو الكوكب الوحيد الذي لم تزره مركبة فضائية لبعده . لهذا المعلومات عنه ضبابية وقليلة نسبيا . ولا توجد له صور واضحة المعالم كبقية الكواكب . ولا سبيل أمام العلماء سوي التخمينات حوله وتخيله أو تصويره عن بعد . - متوسط درجة حرارته –234 درحة مئوية . - جوه مكون من الميثان والنيتروجين .

أسئلة حائرة

قد يتبادر لأذهاننا عدة أسئلة وهي : 1- هل يوجد كواكب حول النجوم الأخري كما هو حادث حول نجم الشمس ؟. وهل هناك كواكب بها حياة كما علي كوكب الأرض؟ . حقيقة ليس علماء الفلك بقادرين علي إكتشاف كواكب خارج مجموعتنا الشمسية . لأن هذا يتطلب إستحداث تلسكوبات عملاقة أكثر قدرة من تلك المتاحة لديهم والتي لاتتوفر حاليا فوق الأرض لإكتشاف هذه الكواكب البعيدة أو القطع بوجود حياة خارجية . لكن العلماء يحدسون بأنه من الناحية النظرية يوجد مليارات الكواكب التي تشبه الأرض في مجرة درب التبانة التي يقع بها كوكبنا . وهذا يتطلب مزيدا من الوقت. واعتمدوا في حدسهم علي م